فلسطين أون لاين

تقرير المشاريع الريادية بغزة رافعة اقتصادية مهمة تواجه تحديات مالية وتسويقية

...
صورة أرشيفية
غزة/ رامي رمانة:

تُعد المشاريع الريادية أساسية للاقتصاد في قطاع غزة لقدرتها على توليد الدخل والوظائف والنمو الاقتصادي، ومع ذلك تواجه عقبات مالية، وقانونية، وضعفًا في البنية التحتية، وهيمنةً للاحتلال على الاقتصاد الفلسطيني.

كما تواجه تحديات تتجلى في محدودية الموارد وصعوبات في الوصول إلى المستثمرين، والدخول إلى الأسواق الدولية والإقليمية.

وتُعرّف "الريّادة" على أنها القيام بإنشاء مشروع جديد، أو تطوير مشروع قائم عبر توفير مصادر وأفكار جديدة وتنظيم العمل والموارد للوصول إلى مشروع ناجح ومُدرٍّ للدخل.

و"الريّادي" هو مَنْ يبدأ مشروع ما، ويُمهّد الطريق أمام الآخرين بهذه الانطلاقة، وهو الشخص المُبادر إلى الفكرة الخلّاقة، والسبّاق إلى تخطيط مشروعٍ، يقوم على أفكارٍ مُبتكرة وجديدة، ترتكز على التطوير، والمخاطرة، إضافةً إلى الربح.

وقال خبير تطوير الأعمال أحمد الحسنات: إنّ المشاريع الريادية أصبحت من أولويات الشباب في قطاع غزة في ظلّ تفشي البطالة واستمرار فرض الاحتلال حصاره للعام الـ15 على التوالي.

وأكّد الحسنات لصحيفة "فلسطين" أنّ إفساح المجال للشباب لبدء مشاريعهم يبقى أحد الحلول في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الراهنة.

وأهاب بمؤسسات القطاع العام والخاص إلى الانتباه لهذه المشاريع والعمل على توجيهها بما يضمن توازن إنتاجي في جميع المستويات.

ودعا الحسنات إلى تخصيص حوافز وميزانية متخصصة بدعم المشاريع الريادية، وإنشاء شبكة من المستثمرين المساندين لتقديم التمويل المُيسّر للمشاريع الريادية للشباب.

وبيّن الحسنات أنّ قيمة المشاريع المحدودة الصغر والريادية في قطاع غزة ما تزال محدودة جدًّا، إذا ما قورنت مع غيرها، مبينًا أن رأس مال المشروع الصغير في الدول النامية يبدأ عند 20 ألف دولار وفي الدول المتقدمة 20 مليون دولار.

وفي السياق، خلصت دراسة أعدّها الباحث محمود السقا، حول المشاريع الريادية في قطاع غزة، إلى حاجتها إلى أُطر قانونية توفر الكثير من الحماية والاستقرار لها، حتى لا يكون تأسيس شركة ريادية ناشئة يُشكّل مخاطرة كبيرة وصعوبة بالنسبة للمؤسسين.

وأضاف السقا في دراسته التي اطّلعت عليها "فلسطين" أنّ المشاريع الريادية بحاجة إلى توفير بيئة تقدم الدعم المالي لتطوير أفكار جديدة للنماذج الأولية والشركات الناشئة في جميع القطاعات، وإجراء مراجعة وإصلاح السياسات ذات العلاقة لتكوين بيئة داعمة للمشاريع الناشئة بالأدوار المختلفة لك.

وتطرّقت الدراسة إلى الدّور المهم الذي توليه الحاضنات ومُسرّعات الأعمال للمشاريع الريادية، إذ إنها توفر خدمات مختلفة تشمل تدريبًا وتوعية وربطًا مع مدربين خارجيّين، والتشبيك مع مستثمرين ورجال أعمال، والمشاركات الخارجية في أحداث ريادة الأعمال، وعمل مساحات عمل تشاركية.

وحثت الدراسة الجامعات على تصميم مناهج تركز على ريادة الأعمال لتمكين ثقافة وريادة الأعمال، وتزويد رواد الأعمال بالمهارات اللازمة لدعم مشاريعهم التجارية، مشددة على أن الإرشاد والتوجيه ضروريان لتحويل الأفكار الواعدة لرواد الأعمال الشباب إلى أعمال مربحة وتنافسية.

بدورها، أكدت وزارة الاقتصاد الوطني في قطاع غزة تشجيعها على المشاريع الصغيرة والريادية لإيمانها بدورها في التخفيف من معدلات الفقر والبطالة.

وبيّن المدير العام للصناعة في الوزارة د. رائد الجزّار أنّ الوزارة اتّفقت مع الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية على تقديم إعفاء لمدة ستة أشهر للمشروع الريادي قابل للتجديد وذلك في سبيل تشجيع القائمين عليه للمضي قدمًا.

وبيّن الجزّار لصحيفة "فلسطين" أنّ المشاريع الريادية سجلت العام الماضي (84) مشروعًا، مشيرًا إلى دور وزارته في تقديم قروض حسنة لأصحاب المشاريع الرائدة والإبداعية في زيادة عدد المشاريع الريادية بغزة.