فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

"هند رجب" تحوَّل رحلة استجمام لضابط "إسرائيليّ" إلى مطاردة قانونيَّة بقبرص.. ما القصَّة؟

ترامب وإعادة رسم الجغرافيا السياسية للمشرق العربي

بخيام مهترئة.. النَّازحون في غزَّة يواجهون بردِّ الشِّتاء والمنخفض الجوِّيِّ

تقارير عبريَّة: هكذا هزمتنا فلسطين إعلاميًّا.. وأبو شمالة يعلِّق: الاعتراف نتاج للواقع الميدانيِّ بغزَّة

دبلوماسيّ سابق لـ "فلسطين أون لاين": استمرار الحرب على غزَّة يساهم في شلِّ قدرة الاحتلال

أوقعتْ 20 قتيلًا.. الداخليَّة بغزّة توضح تفاصيل حملةً ضد عصابات سرقة شاحنات المُساعدات

إنَّهم يألمون.. حزب اللَّه يكشف عن مصير ضبَّاط إسرائيليِّين توغَّلوا في لبنان (فيديو)

"ملحمةُ الطُّوفان".. القسّام تبث مشاهد لمخلفات جنود قتلى وبدلة ملطخة بالدماء في معارك شمال غزّة

تعذيب عبر "فتحة الزنزانة".. شهادات جديدة لأسرى من غزَّة يكشفون كيف تفنَّن الاحتلال في تعذيبهم

ضيف غير مرحَّب به بملاعب أوروبَّا.. هزائم رياضيَّة بأبعاد سياسيَّة لـ (إسرائيل)

سليمان الهذالين ومناهج التعليم الإماراتية

سليمان الهذالين، مسنٌ فلسطينيٌ، لم يكن معروفاً، ليس له حساب في الفيسبوك أو في أرصدةِ البنوك، وقفَ أمام جنود الاحتلال الصهاينة، وقال كلاماً لم يستطع زعماء تقف الصقور على شواربهم الطويلة، وعلى أكتافهم تنام نجوم تسد عين الشمس، ومما قاله: إن تل الربيع لنا، واللهم ارزقني الشهادة.

وتل الربيع لمن لا يعرف، هي الاسم الأصلي لمدينة "تل أبيب"، الذي أطلقه الصهاينة عليها بعد احتلالها عام 1948، وهي كغيرها من المدن الفلسطينية التي غيّروا أسماءها ظناً منهم أن تغيير المباني يعني تغيير المعاني. 

قد يسأل سائل، هذا عرفناه، لكن ما علاقة ذلك بمناهج التعليم الإماراتية؟

لو تأملنا في السياسة الصهيونية نرى أن أسمى أمانيها قولاً وفعلاً، اختراق الوعي العربي، فوجدت أن أفضلَ طريقةٍ هي المناهجُ التعليمية، لذا تراقب وتتابع، بل وتتدخل في صياغة المناهج التعليمية العربية، وإثارة الرأي العام الدولي في وجه ما تَعُدُّه ضدها وتُدخله في بوابة "التشجيع على الإرهاب والعنف ومعاداة السامية"، وقد سبق أن تدخلت لحذف آيات تدعو للجهاد، وتم لها ذلك في بعض الدول. 

ولو تأملنا أيضاً في السياسةِ الخارجية الإماراتية، نجدها منسجمة ومتفاعلة مع السياسة الصهيونية من دون تردد، فهي تفتح لها كل باب موصود بالدولار تارة، وبالنار تارة أخرى، في الوقت الذي يمارس الاحتلال كل أنواع التعذيب ضد فلسطين وأهلها.

قرأنا مؤخراً قصة لأحد الأطفال وردت في المنهاج الإماراتي بعنوان "جارنا الجديد يوسي"، يقف مبتسماً أمام مزرعة حيوانات، فتراه الطفلة الإماراتية نور وتسأله: من أنت؟ هل تريد اللعب معي؟ اختفت ابتسامة "يوسي" وهرب، ومن خلال أطفال الجيران علمت نور أن "يوسي" هو طفلٌ إسرائيلي جاء من "تل أبيب" مع أهله، ويبقى وحيداً طول الوقت، فاستغربت وأخبرت أباها، فطالبها بدعوته للعب، ردت بأنها فعلت، لكنه لم يستجِب، طالبها بأن حاولي وقدمي له قطعة حلوة كبادرة حسن نية، فهو غريب ولا يعرف أحد.

من يتأمل في القصة سيجدها نصاً سياسياً بامتياز، فهي تؤسس لتنشئة الجيل الجديد على أن "الإسرائيلي" يحب الحياة والطبيعة، ويبتسم وهو خجول، وعلينا أن نتقرب منه ونُقربه لنا، لنخرجه من حالة العزلة التي فرضها عليه بعضنا الذي لا يفقه في علم الإنسان والسياسة، ومن المؤكد طبعاً أن المعلم سيذكر للطلبة الحديث النبوي الذي يوصي المسلم بجاره السابع.

ولو أجرينا جولة على المناهج التعليمية الصهيونية، نراها مليئة بالحقد على العرب والمسلمين وتصفهم بأوصاف قذرة، وهنا أستشهد بما قرأته للباحث الصهيوني (يشعيا هوريم): "الصورة النمطية للشخصية العربية تتشكل في وجدان الأطفال اليهود منذ الصغر، فهو قاسٍ وظالم ومخادع وجبان وكاذب ومتلون وخائن وطماع ولص ومخرب وقنَّاص قاتل ومختطف للطائرات ويحرق الحقول".

وفي دراسة تناولت كتب الأطفال الأدبية والقصصية جاءت مواصفات العربي: أحول العينين، وجهه ذو جروح، أنفه معقوف، ملامحه شريرة، شارب مبروم، ذو عاهة، أسنانه صفراء متعفنة، عيونه تبعث الرعب.

تلك كانت مقارنة بين ما يسعى الاحتلال لترسيخه في المناهج العربية عن صورته، وما يزرعه في عقول أطفاله عن العرب.

وقبل الختام نعود للشيخ الشهيد سليمان الهذالين، طلب الشهادة من الله بصدق، فصدقه الله، لم يكن معلوماً إلا قليلاً، فصار بصدق نيته وجرأته قدوة للشرفاء، وأشهر من نار على علم.