فلسطين أون لاين

​"التجاهل" أفضل الحلول في مشاكل التواصل الاجتماعي

...
خاص - فلسطين

وصلتنا استشارة عبر صحيفة فلسطين تسأل فيها صاحبتها وتقول: أخوات زوجي كثيرا ما يكتبن عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عبارات وقصصا عن زوجة الأخ السيئة، علما بأني الكنة الوحيدة للعائلة، وأحيانا يصل الأمر إلى حد الحديث بشكل شبه صريح عن بعض المشاكل التي تقع بيننا، ورغم تكرار هذا السلوك إلا أنني أفضل تجاهل منشوراتهن، وإذا ما تحدّث زوجي معهن عن سلوكهن هذا، فإنهن ينكرن علاقتي بالمكتوب، ويؤكدن أنه مجرد نقل لقصص قرأنها عبر الإنترنت وراقت لهن.. فكيف أتصرف حيال هذا الأمر؟ هل أستمر بالتجاهل أم لا بد من وقفة؟ وما الدور المنوط بزوجي؟

*تجيب عن السؤال الأخصائية النفسية إكرام السعايدة:

الوضع السائد في العلاقة بين الكنة وأخوات زوجها وجود بعض الاحتكاكات الكلامية، وتختلف درجة هذه الاحتكاكات بفعل عوامل عدّة، ومن ذلك أن فرص الخلاف تزيد إن كان الطرفان يقيمان في البيت ذاته، وإذا كانت الكنة تنتمي لعادات وتقاليد مختلفة يكون الوضع أكثر تعقيدا، بالإضافة إلى أن طبيعة الشخصية تتحكم في درجة حدّة الخلافات، كأن تكون الكنة أو أخت الزوج تميل لنقل الكلام وإثارة المشاكل.

وإذا وصل الأمر إلى الحديث عن المشاكل العائلية من هذا النوع عبر مواقع التواصل، فإن التجاهل غالبا ما يكون الحل الأمثل، فكما قيل: "تسعة أعشار الحكمة في التغافل"، وكثيرا ما يكون الصمت سلاحا فعالا وأكثر جدوى من الكثير من الكلمات.

لكن التغافل ليس الحل الوحيد، بل يمكن اللجوء إلى غيره إن لزم الأمر، ففي حال تجاوزت أخوات الزوج الحدود في الحديث عن زوجة أخيهن، وصارت الإساءة لها واضحة أمام الناس، فلا بد من وقفة، أولا تراجعهن بأسلوب لبق ومهذب، وتوضح لهن أن من يقرأ كتاباتهن عنها سينظر إليهن هن أيضا بسوء وليس لها فقط.

وإذا لم يكن الحوار مجديا، فلتختر الكنة شخصا حكيما موثوقا برأيه وتصرفه لتطلب منه التدخل، كأن يكون الحما أو الحماة أو الزوج.

ويقع على عاتق الزوج دور مهم لحل المشكلة، ولكن عليه أولا أن يتأكد من تفاصيل ما يجري، وما إذا كانت الزوجة صادقة في ادعاءاتها، ويأتي دوره بعد فشل تجربة التجاهل، ويكون تدخله بالحوار، ولكن عليه أن ينتبه إلى أن يكون رد فعله محسوبا وليس فيه انحياز لطرف على حساب الآخر، لأن التدخل الخاطئ سيفاقم المشكلة بدلا من حلّها.