عدّ قادة مقدسيون سماح حكومة الاحتلال الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو لأعضاء الكنيست باقتحام المسجد الأقصى المبارك، "استفزازا لمشاعر المسلمين، ومن شأنه أن يؤجج الأوضاع في القدس والضفة الغربية".
وأكد القادة المقدسيون خلال أحاديث منفصلة مع صحيفة فلسطين، أن قرار حكومة الاحتلال يدلل على أنها بدأت باتخاذ قرارات خطيرة ضد المسجد الأقصى المبارك، محذرين من تفردها بالأقصى وصولًا إلى تقسيمه زمانيًا ومكانيًا.
وذكرت القناة الإسرائيلية الثانية، أمس، أن حكومة الاحتلال سمحت لأعضاء الكنيست الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى مجددًا، اعتبارًا من الأسبوع المقبل.
ويأتي القرار الجديد بعدما كان حظر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في 8 أكتوبر/تشرين أول 2015م على أعضاء الكنيست اقتحام المسجد الأقصى، في محاولة لمنع تمدد المواجهات التي أعقبت اندلاع انتفاضة القدس في الأول من أكتوبر من 2015م ردًا على تصاعد انتهاكات الاحتلال وعلى وجه الخصوص الاقتحامات المتكررة من جانب المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى.
وفي مارس/ آذار الماضي، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو، قرر السماح لوزراء حكومته وأعضاء الكنيست، بدخول المسجد الأقصى، بعد انتهاء شهر رمضان، في حال استمرت حالة الهدوء خلال تلك الفترة.
ونبه رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث ناجح بكيرات إلى أن قرار حكومة الاحتلال لأعضاء الكنيست الإسرائيلي، باقتحام المسجد الأقصى، من شأنه أن يؤجج الأوضاع في القدس والضفة المحتلة.
ووصف بكيرات في تصريح لصحيفة "فلسطين"، قرار السماح لنواب الكنيست باقتحام الأقصى بالتصعيد الخطير ضد القدس والمسجد المبارك، مؤكدًا أن الاحتلال يسعى لتحويل المسجد من مسجد خالص للمسلمين "لمقدس يهودي".
وفي حال نفذ أعضاء من الكنيست اقتحامات لباحات الأقصى، توقع أن تشهد القدس والضفة مواجهات جديدة، مشددًا على ضرورة الوقوف في وجه المخططات والجرائم الإسرائيلية.
وأشار إلى أن حكومة الاحتلال تحاول فرض واقع جديد على المسجد الأقصى وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا خاصة توافد عشرات آلاف المصلين إلى المسجد في شهر رمضان متجاوزين الحواجز والعوائق التي فرضها الاحتلال عليهم لمنعهم من الوصول إلى المسجد، في دليل على تمسك شعبنا بمقدساته.
وأمام ذلك، شدد على ضرورة ايجاد برنامج فلسطيني وعربي وإسلامي لمواجهة جدية الاحتلال في السيطرة على القدس والمسجد الأقصى المبارك وإنهاء وجود المقدسيين في مدينتهم.
بدوره، قال الشيخ عزام الخطيب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة: إن قرار حكومة الاحتلال السماح لأعضاء الكنيست الإسرائيلي، باقتحام المسجد الأقصى مجددًا، يدلل على أن هذه الحكومة بدأت باتخاذ قرارات تهويدية ضد المسجد الأقصى.
واعتبر الخطيب القرار الإسرائيلي بمثابة استفزاز جديد لمشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم، داعيًا إلى حراك على مستوى العالم لإنقاذ المسجد الأقصى وما يتعرض له من أخطار حقيقية.