فلسطين أون لاين

تقرير يقاسي مرضًا مناعيًّا نادرًا.. "أمل" يعيش على "أمل" الحرية

...
رام الله-غزة/ مريم الشوبكي:

يعيش الطفل أمل نخلة مرارة الاعتقال والانتظار والترقب، إذ من المفترض أن يفرج عنه في 18 من يناير الجاري، ولكن ما يزال لا يعرف مصيره هل سيجدد له إداريا كما الثلاث مرات السابقة أم فعلا سيكسر قيود السجن ويتنفس الحرية.

نخلة (17 عامًا) هو أصغر معتقل إداري داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، ويقبع في السجن منذ ما يزيد على العام دون تهمة.

والاعتقال الإداري يتم دون تهمة أو محاكمة، ويعتمد على ملف سري وأدلة سرية لا يمكن للمعتقل أو محاميه الاطلاع عليها، ويمكن حسب الأوامر العسكرية الاحتلالية تجديده مرات غير محدودة.

يعاني الطفل نخلة من مخيم الجلزون شمال رام الله مرضًا مناعيًّا نادرًا، واختطفته قوات الاحتلال في المرة الأولى وهو يتسوق برفقة أصدقائه في مدينة بيرزيت. حينها أمضى 40 يوما في سجون الاحتلال، وأفرج عنه لاحقًا لعدم وجود تهمة، ومن ثم أعيد اعتقاله في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2020م.

ويهدد الطفل أمل بخوض إضراب مفتوح عن الطعام قد يكلفه حياته، في حال لم يتم الإفراج عنه، والتجديد له إداريا، وفق ما قاله والده معمر.

يقول معمر لـ"فلسطين": "يعاني أمل مرضَ الوهن العضلي الشديد، الذي يسبب نوبات ضعف في العضلات، خاصة عضلات التنفس والبلع؛ إذ يصبح من الصعب التواصل بين الأعصاب والعضلات، وتتضاعف المخاطر والقلق على مصيره وحياته مع استمرار انتشار فيروس كورونا، وخطورة المرض تزداد أكثر في استهداف الرئة التي يستهدفها فيروس كورونا أيضا".

ويتابع: "في منتصف عام 2020، خضع لعملية إزالة ورم في قفصه الصدري، وهذا يزيد من حالته الصحية سوءا في ظل ظروف اعتقال سيئة داخل زنازين لا ترى الشمس ولا نورها".

والوهن العضلي الوبيل، هو اضطراب في المناعة الذاتية، يُضعِف التواصل بين الأعصاب والعضلات؛ ما يؤدي إلى حدُوث نوبات من ضعف العضلات. حيث يُعاني المرضى عادةً تدلِّي الأجفان والرؤية المزدوجة، وتصبح العضلات متعبة وضعيفة بشكلٍ غير طبيعي بعدَ التمرين أو الجهد.

ويشير والده إلى أنّ ادعاء الاحتلال بوجود ملف سري، "هو بمنزلة وسيلة للهرب من أي استحقاق مستقبلي قانوني ضده".

وتمكّن معمّر من زيارة ابنه مرتين فقط لعدة دقائق من خلف عازل زجاجي، ظهر فيها أمل شاحب الوجه وغير قادر على الحديث، بسبب الضغط النفسي الذي يعيشه داخل السجن، كما يؤكد الأب.

ويلفت معمر إلى أنّ أمل يحتاج إلى رعاية صحية حثيثة من حيث زيارة الطبيب، والمستشفى، وفحوصات مخبرية، ومن المفترض أن تُقدّم له الجرعات الدوائية كل أربع ساعات، منبها إلى أنّ الاحتلال يمنع إدخال الدواء لابنه في السجن.

يختم حديثه: "الاحتلال يمعن في محاربة الطفولة والإنسانية، ورغم ذلك تزداد قناعتي بأنّ أمل سيبقى والاحتلال إلى زوال".

ضغط نفسي متواصل

"أسامة" شقيق "أمل" وشريكه في الزنازين قبل دخولها بعام، أُفرج عنه مؤخرا، ويتقاسم مع شقيقه الهموم والأحلام والأماني.

يقول أسامة لـ"فلسطين": "حينما زرت أمل كانت معنوياته عالية رغم الوضع الصحي الصعب الذي يمر به، فالاعتقال الإداري أصعب من العادي لأن المعتقل يبقى في ضغط نفسي متواصل لا يعرف مصيره هل سيتم الإفراج عنه أم التجديد له".

يتابع: "حدثني مرة عن أمنيته في دراسة إدارة الأعمال فور خروجه من السجن الذي حصل فيه على شهاد الثانوية العامة بمعدل 79%".

ويبين أسامة أنّ الاحتلال الإسرائيلي يماطل في الاستجابة لطلب أمل بزيارة المستشفى التي يحتاجها دوريا، لذا يعاني أوجاعا صعبة حتى موعد عرضه على الطبيب.

وفي آخر زيارة أعرب أمل عن قلقه لأخيه أسامة: "خايف يجدّدو الاعتقال"، ليرد أسامة: "تقلقش راح تطلع إن شاء الله".

ويبقى أمل على أمل تحقيق أمنيته بالإفراج عنه من سجون الاحتلال بلا رجعة، حتى يعود إلى حياته الطبيعية، ويتلقى علاجه بانتظام لوقف تراجع وضعه الصحي.