المحتل الإسرائيلي يحارب شعبنا بكل الطرق الممكنة التي لا يتصورها أي إنسان طبيعي، وإلى جانب احتلاله لفلسطين فهو يحاصر قطاع غزة ويمنع وصول المستلزمات الضرورية لاستمرار الحياة فيه، وكذلك يحارب السلطة الفلسطينية ماليا؛ ما تسبب في شلل غالبية مؤسساتها، وعجزها عن أداء مستحقات الموظفين بالكامل أو منتظم، رغم أنها لا تطلق الصواريخ ولا تقاوم ولا حتى تفكر في ذلك، وكذلك فإن المحتل يحارب أهلنا في المناطق المحتلة عام 1948، وبوادر انتفاضة النقب خير دليل على ذلك، وتحريض الفلسطينيين ضد بعضهم بعضًا من أشكال الحرب الإسرائيلية على شعبنا، ومن ذلك أنه بين الحين والآخر يدّعي أن المقاومة هي التي جلبت الخراب والدمار للشعب الفلسطيني، وأن الأموال التي تصل إلى غزة يتم إنفاقها على البنية التحتية للمقاومة مع تجاهل البنية التحتية لغزة، ولكننا نرى أن الاحتلال هو الذي ينشر الدمار في كل ربوع الوطن دون استثناء، وأن أكاذيبه لا تنطلي على عاقل.
نندهش جدا عندما يقوم فلسطيني بعمل نسخ لصق لأحد البيانات التي تلقيها طائرات العدو على غزة، فيتهم المقاومة بأنها هي التي تسببت في دمار غزة وانهيار بنيتها التحتية. لا نستوعب أن يقوم فلسطيني بتبرئة الاحتلال من جرائمه وتحميل طرف فلسطيني المسؤولية.
من يقول إن سبب انهيار البنية التحتية لقطاع غزة هو عدم موافقة غزة على إجراء انتخابات المجالس المحلية، هو إنسان قصير نظر لأسباب كثيرة، ومنها أنه يرى بعض الشوارع تغرق في غزة ولا يرى مَن يحاول إغراق شعبنا بالانقسام والفوضى، ويرى البنية التحتية لبعض المناطق في غزة تنهار، ولا يرى أن البنية التحتية لمنظمة التحرير الفلسطينية لم تعد قائمة؛ ما أدى إلى إضعاف موقف الفلسطينيين كافة في الدفاع عن قضيتهم، أما الانتخابات فالكل ينتظر انتخابات عامة غير مجتزأة، وحين تحصل الانتخابات سنرى سوبر مان المختبئ والمنتظر إجراء الانتخابات لإصلاح البنية التحتية في غزة.
الشارع الفلسطيني في حالة غليان وثورة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ولا يجوز في هذه الأوقات الحرجة تخفيف الضغط عن الاحتلال ونقله إلى الداخل. وأنا أؤكد أن المجتمع الفلسطيني أصبح يرى الأمور أكثر وضوحا من ذي قبل، فلا داعي للمحاولات الفاشلة في إثارة الفتن الداخلية سواء من أجل الظهور الإعلامي أو حتى لتحقيق مكاسب فئوية أو شخصية.