لا بد من تسجيل كلمة شكر وتقدير لأولئك الجنود المجهولين الذين يصلون الليل بالنهار من أجل خدمة المواطنين والتخفيف من معاناتهم من جراء المنخفض الجوي الأخير الذي جاء بأمطار الخير الوفيرة، فوجدنا عمال البلدية يستنفرون على الرغم من شح الإمكانات وقلة الرواتب إلا أنهم عملوا بكل جد وإخلاص من أجل التغلب على العديد من المشاكل التي ظهرت بسبب كمية الأمطار الكبيرة التي هطلت على قطاع غزة خلال ساعات قليلة ما أدى إلى غرق العديد من الشوارع المنخفضة بسبب ضعف البنى التحتية نتيجة ما تعرضت له من دمار خلال الحروب الأخيرة على قطاع غزة، فما كان من هؤلاء الأبطال إلا الوقوف تحت الأمطار وفتح المصارف بأيديهم العارية ومساعدة المواطنين في التنقل بين الشوارع، وأعرف بعضهم لم يذق طعم النوم أو الراحة على مدار يومين كاملين بسبب عمله المتواصل تحت المطر لخدمة المواطنين.
كما أشكر أبطال الدفاع المدني الذين يهبون عند كل كارثة من أجل حماية المواطنين والتخفيف من معاناتهم بسبب الأحوال الجوية الصعبة التي يمر بها القطاع، وهنا لا ننسى أفراد الشرطة الفلسطينية الميامين الذين لم ينقطع عملهم ساعة واحدة من أجل الوقوف بجوار أبناء شعبنا وتسهيل حركة الناس وفتح الطرقات ما ترك أثرا طيباً لدى المواطنين بأن هؤلاء الجنود يستحقون الشكر والتقدير.
للأسف يقف بعض المتربصين على صورة هنا أو هناك من أجل التشهير والانتقاص من جهد هؤلاء الرجال لكن ومن خلال التجربة والمتابعة الميدانية أقول إن جميع من يعمل في الطوارئ سواء البلديات أو الدفاع المدني أو الشرطة والإسعاف جميعهم يعملون بكل جد وإخلاص ولا يتأخرون لحظة عن القيام بواجبهم فلهم من الإنجازات والنجاحات ما تعجز الكلمات البسيطة عن الإيفاء بحقهم.
ومن هنا نطالب بضرورة دعم هؤلاء الأبطال ومؤازرتهم وتوفير الإمكانات اللازمة لتشجيعهم على الاستمرار بعملهم مثل المعدات والسيارات الحديثة التي بالتأكيد ستعمل على تحسين وتجويد تقديم الخدمة للمواطنين، وقبل كل ذلك لا بد من توفير رواتب مناسبة لهؤلاء الأبطال تلائم عملهم وقت الأزمات مثل الحروب والمنخفضات والكوارث، عدا عن ضرورة تثبيت العديد منهم الذين يعملون بعقود مؤقتة وجزئية لما لذلك من أثر طيب في الانتماء للعمل والوصول إلى حالة من الرضا الوظيفي الذي يؤهلهم للاستمرار بهذه الخدمة الجليلة على أكمل وجه.