الجزائر بعد مصر على خط المصالحة الفلسطينية. الرئيس الجزائري قرر دعوة الفصائل الفلسطينية لاجتماع خاص في مدينة الجزائر العاصمة، لمناقشة الملفات الفلسطينية الداخلية. في نهاية الشهر الجاري يكتمل وصول الوفود الخمسة المشاركة (فتح، وحماس، والجهاد، والجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية). ملف المصالحة هو الأهم، ويوازيه ملف الانتخابات، ويلحق بهما ملف إصلاح منظمة التحرير. لا جديد في الملفات فقد ناقشتها الوفود مرارا في مصر، ولم تصل للأسف فيها لاتفاق، ولم تتمخض اللقاءات عن أدنى إنجاز!
الوفود تبدي احتراما عاليا للجزائر الدولة، والشعب الذي يعشق فلسطين، ويقول نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، ثقة منه بأهمية القضية الفلسطينية، وبشفافية الحقوق الفلسطينية. هذا الاحترام للقيادة الجزائرية وللشعب الجزائري قد يكون سببا لمقاربة جيدة للملفات التي ذكرتها آنفا، ولكن شريطة أن تكون تعليمات عباس لعزام الأحمد رئيس وفد فتح جيدة وإيجابية، ذلك لأنه ثمة إجماع أن مفتاح النجاح بيد عباس، لا بيد الفصائل الأخرى.
الدور الجزائري ليس بديلا عن الدور المصري، بل هو مكمل له، فكل الفصائل ترى الدور المصري أساسا متينا لا يمكن القفز عنه، والجزائر لا تقدم نفسها بديلا عن مصر في هذه الملفات، بل هي تقوم بدور مساعد لمصر وهي مساعدة ربما تفتح طريقا لمصر لمزيد من العمل الإيجابي.
يقال إن رئاسة عزام الأحمد لوفد فتح ليس أمرا جيدا، إذ كثيرا ما فشلت لقاءات عزام مع حماس بسبب تعنت عزام، وتصريحاته الفجة والمتسرعة. ما يجدر المحافظة عليه هو تحقيق أفضل قدر ممكن من التفاهم والتقارب، والبعد عن المواقف الأنانية والحزبية بالقدر الممكن.
ويبقى سؤال الخلاصة: هل تفتح الجزائر بابًا للمصالحة والانتخابات؟! في الإجابة أقول أحسب أن القيادة الجزائرية حين غامرت بدعوة الفصائل للقاء في الجزائر كانت على علم بتعقيدات الملفات، ومع علمها بذلك كانت تملك أملا ترجو أن يتحقق.