اليوم لا يُعد يوماً عادياً في بطولات كرة القدم بغزة، فهو اليوم الذي يلتقي فيه فريقَي خدمات وشباب رفح، الفريقان الأكثر تتويجاً بالألقاب على مستوى فلسطين، وعليه فهي مباراة كلاسيكو الكرة الفلسطينية عامة والغزية على وجه الخصوص.
قبل عام 1994 كانت مباراة ناديي غزة الرياضي والأهلي هي المباراة الأولى على مستوى فلسطين وغزة، لكونهما كانا يضمان أفضل نجوم الكرة الفلسطينية، ولكن ذلك لم يستمر بعد خروج الكرة الفلسطينية من تحت الاحتلال.
ومنذ عام 1994 أصبحت مباراة ناديَي خدمات وشباب رفح، المباراة الأهم على الساحة الفلسطينية عامة والغزية على وجه الخصوص، حيث تجمع بين أكبر وأعرق وأقوى فريقين على الساحة الفلسطينية، وبين ناديَين بلغا 70 عاماً من عمرهما، فالخدمات تأسس في عام 1951، في حين تأسس الشباب في عام 1953.
أهمية مباريات الفريقين تنبع من كونهما صاحبَي أكبر عدد من البطولات المحلية على مستوى فلسطين منذ 30 عاماً تقريباً، حيث حصلا على (28) لقباً من مجموع (47) بطولة بين دوري وكأس وسوبر وكأس فلسطين، ما يُعادل 60% من نسبة البطولات.
وطالما أن فريقين أحدهما يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالألقاب المختلفة وهو شباب رفح الفائز بـ(16) لقباً، فيما خدمات رفح ثاني أكثر الفرق تتويجاً بالألقاب بـ 12 لقباً، وصاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بألقاب الدوري (6) ألقاب، فإن المباراة تعني أنها المباراة الأكبر والأغلى والأعلى قيمة.
إلى جانب الأمر المتعلق بالأرقام القياسية، فإن الفريقين يتمتعان بقاعدة جماهيرية كبيرة جداً، ولا سيما الشباب، وعليه فإن المباراة تأخذ طابعًا جماهيريًا جميلًا يمنح المباراة رونقاً جميلاً سواء أقيمت على ملعب رفح البلدي أو على أي ملعب آخر.
ومنذ تأسيس الناديَين قبل سبعين عاماً، التقيا كثيراً رسمياً وودياً، في وقت لم تحظ فيه عملية التوثيق الرياضي أهمية لدى المختصين، إلى أن تغير الحال في عام 1994، عام تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية، وحيث لم يكن لتلك المباريات أهمية كبيرة في السابق مثل أهميتها اليوم.
وبعيداً عن تفاصيل مرتبطة ببطولات الخمسينيات والستينيات والسبعينيات والثمانينيات، فإن فريقي خدمات وشباب رفح، أو شباب وخدمات رفح، فرضا سيطرتهما على الساحة الكروية الفلسطينية فنياً ورقمياً منذ عام 1994، حيث لم يحصل أي منهما على أي لقب رسمي قبل هذا العام، حيث بدأت البطولات الرسمية في التنظيم والاستقرار منذ عام 1980 حين تم تصنيف الأندية في بطولة الدوري التصنيفي التي فاز الأهلي بلقبها.
وما بين الفترة من 1980 إلى 1994 صعد إلى المنصة فرق الأهلي والشاطئ وغزة الرياضي، في حين صعد إلى المنصة في الفترة ما بين 1994 وحتى 2021 فرق غزة الرياضي مرة، وشباب خانيونس 6 مرات، والشجاعية 5 مرات، والصداقة مرتين، أما البقية فكانت من نصيب الشباب والخدمات.
هذه الألقاب التي حصل عليها فريق الشباب والخدمات، وضعت مدينة رفح ومخيمها وضواحيها على رأس هرم كرة القدم الفلسطينية، حتى أطلقنا عليها "عاصمة الكرة الفلسطينية، وهي تستحق عن جدارة واستحقاق، حيث تفوقت على سائر مُدن فلسطين بصفة عامة ومُدن غزة بصفة خاصة.
ومع كل مباراة من مباريات الفريقين، يبحث الجميع عن الإحصائيات الخاصة بالبطولة الخاصة بين الناديين المتمثلة في (مباراة القمة)، إلى جانب البحث عن تأثير هذه المباراة في مكانة الفريقين في البطولة.
مباراة اليوم في الجولة السابعة، وهي المباراة التي تجمعهما وهما في المربع الذهبي برصيد (11) نقطة، وهي المباراة الأولى بين الفريقين بعد إضافة شباب رفح لقباً ثالثاً على مستوى بطولة الدوري، والأولى بعد خسارة الخدمات للقب، وعليه فإن هناك مَن يسعى للاحتفاظ باللقب، والآخر لاستعادته، ومن ثم فالمباراة غاية في الأهمية للفريقين، حيث لا ينفع الفريقان غير الفوز للّحاق بالشجاعية المتصدر، حيث إن التعادل سيُضعف من حظوظهما بالمنافسة.
وبغض النظر عن النتيجة، نتمنى مباراة جيدة فنياً وجماهيراً، نقول بعدها مبروك للفائز وحظاً أوفر للخاسر والمتعادلين.