بدت الأجواء مشحونة إلى حد كبير في قرية الأطرش في النقب المحتل، في مشهد يتكرر منذ أيام نتيجة عمليات تجريف وانتهاكات واسعة ترتكبها شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وقرية الأطرش، واحدة من أكثر قرى النقب الشمالي استهدافًا، بحسب الناشط عزيز أبو مديغم.
وتقع القرية عند الحدود الجنوبية للضفة الغربية، وتبعد عن البحر الأبيض المتوسط 50 كيلومترا مربعا، ويمر عبرها ما يعرف بـ "شارع 31" المؤدي إلى البحر الميت.
ونفذت، أول أمس الأربعاء، آليات الاحتلال عمليات تجريف لأراضٍ في القرية طالت خيمة اعتصام أقامها الأهالي ونشطاء ومتضامنون ضد عمليات "التحريش" التي ينفذها جيش الاحتلال في المنطقة.
ويبيْن أبو مديغم لـ "فلسطين" أن ما يعرف بـ "التحريش" يبدأ بتجريف آليات الاحتلال الأراضي المملوكة لمواطنين فلسطينيين مقيمين فيها، ومن ثم زراعتها بالأشجار وتحويلها إلى أحراش بهدف مصادرتها لاحقاً.
ونشأ هذا الأسلوب للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين، بعد سنوات من نشاط "الصندوق القومي اليهودي" حتى قبل النكبة، في شراء الأراضي من السماسرة والسيطرة عليها، كما يقول أبو مديغم.
وذكر أن عمليات التحريش والسيطرة بدأت أولاً في النقب المحتل بالقرى الفلسطينية المهجرة قبل أن تمتد إلى القرى المأهولة ومنها قرية الأطرش.
ويتبع ذلك قيام ما تسمى "سلطة الآثار والحدائق" التابعة لحكومة الاحتلال، بالسيطرة على الأراضي بذريعة أنها مصادرة وتم تشجيرها لتصبح مساحات خضراء "للدولة" ويجب عدم المساس بها.
وأكد أبو مديغم أن هدم خيمة الاعتصام في القرية يمثل جزءًا بسيطًا من جملة انتهاكات سلطات الاحتلال بحق الأهالي هناك، والهادفة إلى إخفاء معالم القرى الفلسطينية وآثارها واستبدالها بمشاريع تخدم المستوطنين وجيش الاحتلال.
وتنتشر العديد من القواعد العسكرية لجيش الاحتلال في النقب المحتل، في حين ترفض سلطات الاحتلال الاعتراف بالقرى الفلسطينية وتحرمها الكهرباء والماء وغيرهما من الخدمات.
وأشار أبو مديغم إلى أنّ موقع قرية الأطرش المميز يجعلها من أكثر القرى استراتيجية من حيث المكان والجمال، فهي تُعد إحدى القرى ذات التواصل الجغرافي بين القرى والعشائر البدوية في النقب ومدينة بئر السبع وعراد، ويحدُّها غربًا قرية حورة والسيد، وشرقًا قرية تل الملح.
وعام 1948 بلغ عدد سكان النقب 300 ألف نسمة بينهم 120 ألف نسمة في القرى غير المعترف بها (حسب المزاعم الإسرائيلية) وعددها الآن 37 قرية.
وقرية الأطرش، ليست الوحيدة التي تتعرض لانتهاكات الاحتلال، إذ تتعرض غالبية القرى حتى التي يعترف بها الاحتلال لانتهاكات مماثلة؛ بهدف تهجير أهلها واستبدالهم بمستوطنين متطرفين.
وأكد أبو مديغم أن تصاعد انتهاكات الاحتلال يقابله الأهالي بصمود وتمسك وثبات بأرضهم على الرغم من مواصلة عمليات تجريف الأراضي والسيطرة عليها، وما حصل أمس الأربعاء في شارع "31" ما هو إلا أحد أشكال صمود "قلعة الأطرش".