أوصى أمس، مشاركون بتشجيع ريادة الأعمال الزراعية الخضراء والمستدامة، والدفع باتجاه تكريس مفهوم رواد الأعمال في هذا المجال، وإسناد الدعم لتطوير حاضنات ونماذج ريادة الأعمال.
كما أوصى المتحدثون بالعمل على بناء نظام لمزيج صحيح من السياسات وخدمات الدعم لتهيئة الظروف لنظام بيئي لريادة الأعمال مبتكر ومتطور بالكامل، والضغط لتسهيل إجراءات تأسيس وترخيص الشركات الريادية الناشئة.
ودعا المشاركون إلى التأكد من تحقيق مؤشرات جودة الممارسات وملاءمتها للسياق، والمتابعة المستمرة لبناء التوازن الخلاق بين الشقين النظري والعملي، ومشاركة الشباب أنفسهم في جميع المراحل.
جاء ذلك خلال مؤتمر لريادة الأعمال الزراعية في قطاع غزة، نظمته جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) بمدينة غزة، حمل عنوان "الشباب والابتكار نحو رؤية مستقبلية"، حضره ممثلون عن مؤسسات رسمية ومجتمع مدني واقتصاديون.
كما دعا المشاركون إلى مراجعة شاملة لمنهاج التعليم الفلسطيني لجميع المستويات لتضمينها بالمعارف والمهارات الضرورية للرياديين وتطوير روح الريادة والتفكير الخلاق، سعياً لإدماج الريادة في المراحل المدرسية.
وأوصى المتحدثون بتشجيع قطاع الخدمات المالية على أداء دورهم في المنفعة الاجتماعية من خلال تخصيص حوافز وميزانية متخصصة بدعم المشاريع الريادية، وإنشاء شبكة من المستثمرين المساندين لتقديم التمويل الميسر للمشاريع الريادية للشباب.
وتطرق المدير العام للإغاثة الزراعية بغزة م.تيسير محيسن في الجلسة الافتتاحية إلى واقع الزراعة في قطاع غزة بين الصمود والتنمية من رؤية تحليلية.
وتحدث محيسن في كلمته عن دور الإغاثة وتوجهاتها المستقبلية، وعن بعض مظاهر الريادة الزراعية في قطاع غزة وأبرز التحديات التي تعترض طريق تطورها وسبل التغلب عليها ودور الشباب في كل ذلك.
وبين محيسن أن ريادة الأعمال تُشكل خياراً لا بأس به لتحقيق الأرباح وتلبية الاحتياجات الاجتماعية ومراعاة القضايا البيئة، وتقلل البطالة، وتحدث تغييراً إيجابياً مفيداً للاقتصاد عموما.
ولفت إلى أن ريادة الأعمال الزراعية تولد الاهتمام بها فقط في العقود القليلة الماضية رداً على سياسات الخصخصة وظهور سلاسل التوريد والاهتمام بقضايا البيئة وسلامة الأغذية وجودة المنتج، استجابة لتحديات الريف.
وذكر محيسن أن ريادة الأعمال الزراعية نبعت من مصدرين، الأول تزايد بطالة الشباب الريفي مع عزوفهم عن العمل والاستثمار في الزراعة، والأمر الثاني المنافسة غير المتكافئة في ظل العولمة حيث زادت الضغط على المزارعين المحليين الذين يحاولون تسويق عملهم دون نجاح كبير.
وعرج محيسن في حديثه إلى الإشكاليات والتحديات التي تواجه ريادة الأعمال المنزلية، ومنها أن الاستثمار في الزراعة عالي المخاطر، وتأثير تغير المناخ على الزراعة، وتشجيع وترويج ثقافة ريادة الأعمال الزراعية في أوساط الشباب.
وأشار محسن إلى أن برامج ريادة الأعمال الزراعية، تشتمل على التدريب والتوجيه والدعم، والتحفيز وتمكين النظام البيئي للريادة للمساهمة في مواجهة التحديات الأخرى.
وتضمن المؤتمر الذي عُقد بمطعم سيدار بغزة، على جلستين حواريتين، الأولى حملت عنوان" التجربة الحالية في ريادة الأعمال الزراعية في قطاع غزة" أدارتها نهى الشريف وخلال الجلسة طُرحت ثلاث أوراق بحثية، الورقة الأولى للباحث إسماعيل صبح حول "قراءة في مبادرات ريادة الأعمال الزراعية في قطاع غزة من المنظور البيئي، والاقتصادي، والاجتماعي"، والورقة الثانية للدكتور نبيل أبو شمالة تناولت "الأعمال الريادية النسائية في ظل الواقع الفلسطيني"، والورقة الثالثة للباحث محمود السقا تطرق فيها إلى "التحديات التي تواجه ريادة الأعمال الزراعية من منظور شبابي".
أما الجلسة الثانية فقد أدارها هاني الرملاوي، وحملت عنوان (توجهات مستقبلية)، واحتوت على ورقة حول تطوير البنية التحتية التكنولوجيا وتعزيزها بما يتلاءم مع المشاريع الريادية الزراعية للباحث حمد الله الأشقر، وورقة أخرى للباحث رامي مراد حول البيئة التمكينية والداعمة للمشاريع الريادية الزراعية، في حين ختمت الجلسة الريادية أسماء السويركي في استعراض تجربة ريادية لها في تصنيع الخل الطبيعي.