ألقاه في اليم مكتوفًا وقال له: إياك إياك أن تبتل بالماء، وحتى لا ينطبق علينا ذلك المثل وإن لم يكن لنا يد في إلقاء أحد في اليم أو في الحصار والمصاعب فإننا نرفض زيادة الأعباء على الناس وعلى أبناء شعبنا. لا يمكن لأحد أن يحدد خيارات الآخرين طالما حرمهم من خيارات أسهل وربما أفضل.
قبل أسابيع قال قائل إن كل مواطن في غزة سيشعر بالإجراءات التي ستتخذها السلطة الفلسطينية ضد حركة حماس لإرغامها على الوحدة، ولما تألم المواطنون تبرأ مما قاله وألقى باللائمة على حماس وعلى الاحتلال الإسرائيلي، وفي هذا تناقض كبير من الصعب استيعابه. ومن التناقضات أيضًا ما نسبه موقع "دنيا الوطن" إلى قيادي فتحاوي، حيث استهجن القيادي الذي لم تسمه دنيا الوطن كيف تتحالف حركة حماس مع النائب محمد دحلان وغزة كلها _كما قال_ تشهد على ما فعله الأخير وجهازه الأمني بحماس والذي كان السبب في انقسام 2007، أنا هنا لا أعجب من انتقاده للتحالف وإنما من اعترافه الصريح بأن محمد دحلان _أحد أركان السلطة حينها_ هو المتسبب في الانقسام وهذا التصريح الواضح يبرئ حركة حماس من تهمة الانقلاب.
لا أستطيع أنا أو أي شخص من خارج قطاع غزة أن يحدد لحركة حماس أو الفصائل الوطنية والإسلامية في غزة الجهة التي تتعامل معها أو تقاطعها؛ لأن أهل مكة أدرى بشعابها ولا يحس بأهل غزة وما يعانونه على حقيقته سواهم، فهم بحاجة ماسة وملحة إلى رفع الحصار أولًا ثم هم بحاجة إلى كهرباء ودواء وغذاء، وكما أنني حريص على عودة الحياة الطبيعية في غزة فإنني أيضًا حريص على استعادة الفلسطينيين لوحدتهم، ولذلك فإنني أتمنى ألا يكون التعامل مع جهة سببًا في قطعها مع جهة أخرى وهنا فإنني أقصد الرئاسة الفلسطينية لأنني لا أتصور وحدة وطنية دون الضفة الغربية أو دون شراكة حركة فتح فيها، ولذلك فإنني أقترح على حركة حماس ألا تقطع شعرة معاوية مع الرئيس وأن تسعى مجددًا إلى التوصل معه إلى اتفاق، وكذلك لا بد من خطوة مماثلة من الرئاسة وحركة فتح في الضفة.