فلسطين أون لاين

مصدر: الوفد يحاول تقديم أفكار لتهدئة غضب الفصائل من (م.ت.ف)

وفد "فتح" في دمشق.. تحشيد الدعم لجلسة "المركزي" وغياب اللاجئين عن أجندته

...
دمشق-غزة/ نور الدين صالح:

 

وسط الأنباء عن مقاطعة فصائل (م.ت.ف) جلسة المجلس المركزي المزمع عقدها في يناير الجاري غادر وفد حركة "فتح" بشكل عاجل مدينة رام الله، الخميس الماضي، متوجها للعاصمة السورية دمشق.

أجندة خاصة يسعى الوفد القيادي في "فتح" برئاسة جبريل الرجوب لتحقيقها، أبرزها تحشيد الدعم اللازم لنجاح جلسة المجلس المركزي، دون الحديث أو التطرق لمعاناة اللاجئين في مخيمات سوريا.

وكشف مصدر فلسطيني أن وفد "فتح" شارك ليلة الجمعة بذكرى انطلاقة الحركة في مخيم اليرموك، وألقى خلالها الرجوب كلمة، خلت من أي حديث عن اللاجئين وسبل دعم المخيم المهدم.

وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، لصحيفة "فلسطين"، أمس، إن "الرجوب" تطرق خلال كلمته للحديث عن إجراء حوارات مع الفصائل بما فيها الجهاد الإسلامي للتحضير لدورة استثنائية للمجلس المركزي المقرر انعقادها نهاية يناير الجاري.

وقدم "الرجوب" أفكاراً لإمكانية إنجاح جلسة "المركزي" ودعا جميع الأطراف في المنظمة وخارجها للمشاركة فيها، كما تطرق للحديث عن انتخاب لجنة تنفيذية جديدة خلافا للحالية، وإمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية ذات وظيفة إدارية، وإجراء حوار لتشكيل مجلس وطني بالتوافق مع الجميع، بحسب المصدر.

وقال إن "الرجوب" اكتفى بالإشادة باللاجئين في الشتات، دون الحديث عن أي دعم أو إيجاد حلول لقضيتهم ومعاناتهم الممتدة منذ سنوات، مكتفياً بعبارة "نأمل أن نأتي في السنة القادمة وقد أعدنا إعمار المخيم".

لا دعم من السلطة

وانتقد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية في سوريا معتصم حمادة، سياسة السلطة ومنظمة التحرير تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين وخاصة في سوريا، قائلاً: "لا أراهن على دعم ملموس من السلطة ومنظمة التحرير للاجئين".

وأوضح حمادة لصحيفة "فلسطين" أن السلطة تتذرع بأنها تعاني أزمة مالية، مرجعاً ذلك إلى ارتباطها بـ"الاقتصاد الإسرائيلي وافتقارها للاقتصاد الوطني".

وبيّن أن منظمة التحرير بصيغتها الحالية ألقت بعبء اللاجئين على دائرة شؤون اللاجئين التي يديرها أحمد أبو هولي من قطاع غزة، "وهو لا يملك إمكانات ولا طاقات لتلبية احتياجات اللاجئين، إذ اقتصر عملها على إصدار البيانات".

وبحسب حمادة فإن اللاجئين في سوريا يفتقدون طرح مشاريع تنموية في المخيمات من قبل منظمة التحرير إلى جانب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، مطالباً السلطة بإعادة النظر بدور دائرة شؤون اللاجئين.

ودعا السلطة إلى ضرورة إنشاء فروع لدائرة شؤون اللاجئين في كل أماكن إقامة اللاجئين الخمسة، وتخصيص موازنات مالية دائمة، من أجل التعرف إلى مشكلات ومعاناة اللاجئين.

وشدد على أن "قضية اللاجئين من الملفات الكبرى للقضية الفلسطينية، وأي مخرجات للمجلس المركزي أو غيره يجب أن تؤكد حق العودة".

مصير المجهولين

واستهجن عضو مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا محمود زغموت، عدم تطرق وفد حركة "فتح" في دمشق إلى قضايا اللاجئين، معتبراً ذلك "استمراراً لسياسة تجاهل المنظمة أوضاعَ ومعاناة اللاجئين في سوريا".

وقال زغموت لصحيفة "فلسطين": المنظمة دائماً تزعم أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهناك دائرة لشؤون اللاجئين فيها، لذلك من المستهجن أن يأتي وفد "فتح" ولا يذكر كل الانتهاكات التي تعرض لها اللاجئون أو مخيماتهم، أو تردي المعاناة اليومية لهم بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية.

وأفاد بأن هناك أكثر من 2000 معتقل فلسطيني في سجون النظام السوري مجهولي المصير، وهناك أكثر من 300 مفقود فلسطيني، مضيفا: "مع الأسف، لم يتطرق الوفد لهذه القضايا وليس على أجندته الحديث عن معاناة فلسطينيي سوريا، إنما أجندته المشاركة في مهرجان الانطلاقة واللقاء مع الفصائل".

وبيّن أن منظمة التحرير كانت غائبة عن اللاجئين منذ بدء الأحداث في سوريا، وكان موقفها "سلبيا".

وأكد الناشط الفلسطيني أن اللاجئين في سوريا يعيشون أوضاعا صعبة، ولا سيّما العائلات التي عادت إلى مخيم اليرموك في الآونة الأخيرة، لافتاً إلى أن ثلثي الفلسطينيين هجروا من منازلهم مرة واحدة خلال العشر سنوات الماضية.

تجدر الإشارة إلى أن زيارة وفد من "فتح" لم تكن الأولى، حيث اجتمع مع الفصائل الفلسطينية في دمشق في السابع من أكتوبر 2020، لبحث آليات تنفيذ مخرجات اجتماع الأمناء العامين للفصائل الذي عقد في الثالث من سبتمبر 2020 في رام الله وبيروت.