"أرامل الشهداء تستغيث بكم لصرف مخصصاتهم المالية، أين أنتم من رعاية أسر شهداء عدوان 2014؟ منذ 8 أعوام ننتظر صرف رواتبنا ومخصصاتنا المالية" كانت تلك لافتات رفعتها أرامل وأمهات شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف عام 2014، خلال مشاركتهن في احتفال لإحياء ذكرى يوم الشهيد الفلسطيني، الذي أقيم أول من أمس، أمام مقر مؤسسة رعاية الشهداء والجرحى غرب مدينة غزة.
علامات الغضب باتت ظاهرة على تقاسيم وجه صابرين طافش، أرملة الشهيد عرفات طافش، لعدم صرف قيادة السلطة مخصصها المالي منذ ثمانية أعوام على التوالي.
واشتكت طافش، التي تعيل ثلاثة أطفال وهم" جنين، وكرمل، وكرم" لصحيفة "فلسطين" من تردي أوضاع أسرتها المالية وعدم قدرتها على توفير احتياجاتهم، وحمايتهم من برد الشتاء، بعد أن تهشم زجاج منزلها في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، خلال معركة "سيف القدس" فتحاول تغطيته بقطع "النايلون" الذي يتطاير مع اشتداد الريح والمطر.
وأكدت طافش أنها باتت ملاحقة من بعض الدائنين الذين يطالبونها باستمرار بسداد ما تراكم عليها من ديون لأصحاب المحال التجارية، ومحال مواد البناء، مبينة أنه بعد الانتهاء من بناء منزلهم الذي قصفه الاحتلال خلال عدوان 2014 واستشهاد زوجها، لم تعد قادرة على سداد ما تراكم عليها من ديون.
وتساءلت بغضب: أين رئيس السلطة محمود عباس من مواقف الشهيد ياسر عرفات الذي تكفل بحمايته أرامل وأبناء الشهداء وصرف رواتبهم؟ وأين عباس من تصريحاته بأن أهالي الشهداء خط أحمر؟ لتجيب: إنه "تجاوز كل الخطوط الحمراء".
ظروف صعبة
وتداوم زهرة الخواص، والدة الشهيد "حسن" على المشاركة في كل الفعاليات والاعتصامات المطالبة بحقوق أهالي الشهداء.
وقالت الخواص، لصحيفة "فلسطين": راتب الشهيد حق مكفول في كل الأعراف والمواثيق"، مستغربة من تنكر السلطة للعام الثامن على التوالي من صرف رواتب الشهداء.
ولن تتخلى الخواص، عن المطالبة بحق ابنها الشهيد، فتداوم على الاعتصامات نيابة عن زوجها الذي توفي قبل ثلاثة أعوام، مضيفة: "لن يضيع حق وراءه مطالب"، مشددة كان الأولى بالسلطة أن تصرف المخصص المالي للأهالي.
وبعد استشهاد نجلها البكر "حسن" ووفاة زوجها، انعدم مصدر الدخل للعائلة وبات أشقاؤه السبعة يعانون ظروفا صعبة وباتوا غير قادرين على تدبير احتياجاتهم اليومية.
إدارة الظهر
بدوره، دعا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، السلطة ومؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى ووزير المالية في رام الله، للوفاء للشهداء ووقف كل أشكال التمييز بين شهداء غزة والضفة، وشهداء الفصائل الفلسطينية، والجرحى، مضيفًا: "أن ذلك معيبة ومعرة في تاريخنا وهو إدارة الظهر وانكفاء للمواقف الوطنية التي أسسها الشهيد ياسر عرفات".
وحث البطش السلطة على الوفاء والالتزام بخطى الشهيد الراحل عرفات، وأن يتم صرف الرواتب والمخصصات المالية لأهالي الشهداء وتوفير احتياجاتهم والسير على خطاهم.
من جانبه قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، ومسؤول ملف الشهداء والأسرى فيها، زاهر جبارين: "نستذكر في اليوم الوطني للشهيد كل شهداء الثورة الفلسطينية ومسيرة النضال الوطني الفلسطيني الطويل، من كل الفصائل، الذين رووا بدمائهم الزكية ثرى فلسطين".
وأضاف جبارين في كلمة مسجلة له: نستذكر في هذا اليوم أكثر من 100 ألف شهيد، ارتقوا دفاعًا عن فلسطين والقدس وأرضنا ومقدساتنا، كما نستذكر الشهداء الذين يحتجز الاحتلال جثامينهم في مقابر الأرقام، مؤكدًا أن دماء شهدائنا الأبطال لن تذهب هدرًا.
بريق أمل
من جانبه قال الناطق باسم اللجنة الوطنية لأهالي الشهداء والجرحى علاء البراوي: ثماني سنوات وما زلنا نعتصم ونقف أمام مقر مؤسسة الشهداء والجرحى نطالب بصرف مخصص مالي لأهالي الشهداء.
وشدد البراوي، في كلمة له، على ضرورة العمل العاجل من أجل إنهاء معاناة ذوي الشهداء، وصرف رواتبهم ومخصصاتهم المالية التي لم يتلقوها منذ لحظة استشهاد أبنائهم.
وأكد أن أهالي وأرامل الشهداء ينتظرون بريق أمل ويعانون باستمرار لعدم صرف رواتبهم ومخصصاتهم المالية، مطالبًا كل الفلسطينيين بالوقوف إلى جانب أهالي الشهداء والضغط على السلطة للاستجابة لمطالبهم.
وينتظر نحو 1943 عائلة شهيد من أهالي شهداء عدوان 2014 -لم يتلقوا أي مخصص مالي منذ 8 سنوات- توقيع رئيس السلطة محمود عباس قرارًا يقضي بصرف رواتبهم المستحقة التي كفلتها اللوائح الداخلية لمنظمة التحرير، في حين ينتظر المئات عودة رواتبهم المقطوعة.