فلسطين أون لاين

​"موزاييك".. مشروع يجمع بين الهندسة والفن التشكيلي

...
غزة - هدى الدلو

شباب حاولوا السيطرة على شبح البطالة الذي يلاحقهم كخيالهم، فجمعوا في مشروع خاص بهم بين موهبتهم وهوايتهم وفرصة عمل تأخذ بأيديهم نحو شاب منتج ومبدع وصورة أفضل عن أنفسهم، وكان القاسم المشترك الذي جمع سداسيتهم الهندسة، وحب الفن التشكيلي ليصبوا جميعًا داخل وعاء مشروع موزاييك الذي تناسب مع هوايتهم ومجال دراستهم، أثبتوا لأنفسهم ولغيرهم بأنهم قادرون على تقديم منتوجات وأعمال يحبونها بشكل جذاب وراقٍ، كما أنه فرصة مناسبة.

الفريق الشبابي القائم على المشروع يتكون من 6 أشخاص، روند جعرور، وإيمان أبو ريا، وفريدة البلبيسي، وفداء القريناوي، وسائد اللدعة، ولؤي القريناوي كمشرفين.

تتحدث الشابة جعرور عن المشروع، وتقول: "لمعت فكرة المشروع لدى سائد ولؤي وهما يعملان ضمن الطاقم الأكاديمي في رائدة الإبداع؛ فعملا على إخراجه للنور، ونحن الشابات لدينا موهبة في الفن التشكيلي وكل ما يتعلق بالفنون والحرف اليدوية".

فتلاقت طموحات جميع طاقم المشروع مع بعضها البعض، الأمر الذي شجعهم للتوجه لحاضنة "يوكاس" التكنولوجية في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية والتي تبنت المشروع ووفرت لهم عوامل ومستلزمات النجاح، "وبالفعل قد بدأنا طريقنا نحو تحقيق أحلامنا الطموحة".

وأوضحت جعرور أنه تم اختيار فكرة المشروع "موزاييك" نبع من جانبين اثنين، أولهما الخلفية الفنية لدى طاقم المشروع؛ الأمر الذي شجع الجميع على إبراز مواهبه وقدراته الفنية والهندسية وإخراجها على شكل منتوجات ذات ذوق رفيع وبأسعار منافسة تناسب السوق المحلي والأذواق الشرقية عمومًا، وثانيهما فهو الرغبة الجامحة لدى الجميع بإنشاء شركة خاصة يتم من خلالها رفع مستوى المعيشة لهم، علاوة على الارتقاء بالجانب المهاري والحرفي لدى أعضاء الفريق.

وأضافت: "ويقوم مشروع موزاييك على تنفيذ كم كبير من المنتوجات واليدوية والمتمثلة أعمال الفسيفساء الزجاجية، والنحت على العديد من الخامات، والرسم على الزجاج، والحرق على الخشب، وأعمال التطريز، وأعمال الكروشيه، إلى جانب أعمال الإكسسوارات، والطباعة على الكاسات والبلايز، وأعمال الكولاج، ووحدات إنارة، وإعادة تدوير خامات البيئة، وأعمال المكرميه، والأعمال الشمعية".

ويعمل الفريق بجهود شبابية على تطوير أفكار المشروع ونقلها من الطابع التقليدي إلى أفكار وأشكال تواكب العصر، كما ولدى الفريق شبكة واسعة من العلاقات وبالإمكان تنفيذ أي مشغولات يدوية أخرى من خلال التواصل مع فنانين آخرين بنظام القطعة.

وجاءت التسمية من خلال سعيهم في جولات للبحث عن اسم غير تقليدي، ليقع الاختيار على اسم "موزاييك" وهي كلمة إنجليزية وتعني فسيفساء باللغة العربية، مشيرة إلى أن ما شجعهم على اختياره هو أن الفسيفساء فن قديم حديث، وسيحاولون من خلال مشروعهم إحياء هذا التراث وإعادته للمجتمع المحلي.

الأهداف

وبينت جعرور أن هناك إقبالًا من قبل المجتمع المحلي على هذه المنتوجات لجمالها وبساطة أفكارها، علاوة على سعرها المناسب، حيث يقومون بعرض هذه المنتوجات في محلات بيع الهدايا، ومكاتب تصميم الديكور الداخلي، والمعارض الفنية، ومعارض المنتجات الوطنية والمحلية، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها.

يهدف مشروعهم لتحقيق عدة أهداف يطمحون للوصول إليها، ومنها تشغيل مجموعة من الخريجين وبالتالي رفع مستوى المعيشة لديهم، وتعزيز المنتج المحلي والارتقاء بالأعمال الحرفية واليدوية في قطاع غزة، وفتح المجال أمام الخريجين لتحقيق الذات وتنمية الإبداع لديهم.

"ولتنفيذ أفكارنا وتجهيز منتوجاتنا، يتم الاعتماد بشكل رئيس على المهارة اليدوية الموجودة لدى أعضاء الفريق، مع الاستعانة بمجموعة من الأجهزة والآلات البسيطة ومنها، الكاوي والألمازة وفرد السيليكون والطابعة الحرارية والمكابس ماكنة خياطة وألوان زجاج، وزيت ومائية، وأدوات نحت"، وفق قول جعرور.

ومن المشاكل التي تواجههم صعوبة الحصول على المواد وانعدام بعضها، وأزمة الكهرباء، وعدم وجود مكان خاص لعرض الأعمال، وعدم وجود آلات حديثة لتسهيل الأعمال، ورغم ذلك يطمحون إلى تطوير وتحديث الأفكار لعمل أكثر عدد ممكن من الأعمال الفنية والمشغولات اليدوية، وتطويره لإيجاد فرص عمل لأشخاص آخرين، وإنشاء شركة خاصة بهم ويكون لهم المكانة المرموقة في السوق المحلي.