فلسطين أون لاين

خاص إسرائيليون يصفون عدوان "جيشهم" على غزة: "عضة أسد ولا نظرة حسد"

...
غزة- متابعة فلسطين أون لاين:

تفاجأ الاحتلال الإسرائيلي صباح السبت (1 يناير) بانفجار صاروخين قبالة سواحل وسط فلسطين المحتلة عام 1948، أُطلقا من قطاع غزة (من طريق الخطأ)، ليطلق قادته عشرات التصريحات التي تتوعد بالنيل من قطاع غزة المحاصر إسرائيليًّا منذ ما يزيد على 15 عامًا.

وفي ليلة الأحد (2 يناير) وقع على قطاع غزة عدوان إسرائيلي "محدود"، استهدف نقطتين للمقاومة شمال القطاع وجنوبه، تصدت له المقاومة الفلسطينية بمفاجأة من العيار الثقيل صواريخ أرض -جو (سام 7) الروسية، التي تهدد الطائرات ذات الارتفاع المنخفض، وتشتت طياريها عن إصابة أهدافهم بدقة، ليغادروا أجواء قطاع غزة يجرون ذيول الخيبة، كالمعتاد.

نشطاء (إسرائيليون) سياسيون وعامة انتقدوا طبيعة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووصفوه عبر عشرات التصريحات بأنه أقل من المأمول، ومن قدرة سلاح "النخبة"، وهو سلاح الجو (الإسرائيلي) المشهور بقدرته الفائقة وسرعته في تدمير أهدافه بدقة، ونقل المعركة إلى أرض العدو، وعدّوا ما قام به الجيش لا يصفه إلا المثل العربي القائل: "عضة أسد ولا نظرة حسد".

فمن جانبه قال المتحدث السابق باسم جيش الاحتلال رونين مانليس: "إن رد الجيش على إطلاق الصاروخين نحو غوش دان كان عاديًّا وأقل من عادي"، مضيفًا: "الأهم وما يجب الاتفاق عليه هو أن عملية (حارس الأسوار) كانت عملية عسكرية عادية، وكانت إنجازاتها محدودة وقصيرة الأمد"، في إشارة منه إلى معركة "سيف القدس" التي نفذتها "حماس" والفصائل بغزة نصرة للمسجد الأقصى، وأهل القدس الذين كانوا تحت تهديد وجودي من الاحتلال ومستوطنيه، وانتصرت فيها المقاومة بلا منازع.

أما مراسل قناة "كان" العبرية آساف بوزايلوف فيقول: "إن الهجوم المحدود على غزة معناه أن (إسرائيل) قبلت حجة البرق، وهذا يعطي إشارة لحماس بأننا عاجزون ونطلب الشفقة؛ لقد شاهدوا عجزنا"، وهو انتقاد وجهه عشرات النشطاء (الإسرائيليين) لجيش الاحتلال الذي رأوه غير قادر على حمايتهم كما تفعل المقاومة تجاه الفلسطينيين.

وفي سياق متصل قال المراسل العسكري بصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوآف زيتون: "إن هجمات الليلة الماضية هدفها إيصال رسالة لحمـاس بأن (إسـرائيل) تطلب عدم الانجرار للتصــعيد، ويتضح حقًّا أن الرد على قصــف (تل أبيب) هو الرد نفسه على قصف (سديروت)"، في إشارة إلى أن توقعات جمهور الاحتلال ارتفعت إلى سقف عدوان كبير على قطاع غزة، لكن الحسابات العسكرية التي قدرت خسائر هذه الخطوة حالت دون تنفيذها.

أما مراسل الصحيفة ذاتها إليؤور ليفي فيرى أن "التوتر الأمني والتصعيد مع قطاع غزة" لن يتوقف حتى تنتهي قضية الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام هشام أبو هوّاش، إما بإطلاق سراحه أو إعلان استشهاده، وهو ما حذرت منه الفصائل الفلسطينية متوعدة برد قاسٍ في حال استشهاده.

أما إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي فقالت: "هناك دلائل تشير إلى أن (إسرائيل) لا ترغب في تدهور الوضع مع حماس، وهي أنها لم تقلص مساحة الصيد، ولم تغلق معابر البضائع، ولم توقف أو تقلص دخول العمال الفلسطينيين".

من جهته سَخِر مراسل القناة 13 العبرية ألموغ بوكر، من وزير جيش الإسرائيلي بني غانتس، قائلًا: "ما كان هو بالضبط ما سيكون، رد محسوب هدفه أن يقول: لقد استجبنا وقمنا بالرد، لكن عمليًّا لا يوجد تغيير فيما يتعلق بالماضي"، وهي نقطة فاتت بوكر الذي لم ينتبه إلى أن جيش الاحتلال كان يقصف عدة مواقع بالعشرات من الصواريخ، أما الآن فالعدوان محدود لأن رد المقاومة جاهز.

وفي السياق ذاته سخر مراسل الجنوب في قناة "كان" ماندي ريزل من طبيعة الأهداف التي قصفها الجيش، قائلًا: "يطلقون الصواريخ تجاه البحر، وسلاح الجو يستهدف بالصواريخ الكثبان الرملية، هذا هو المنطق عمومًا".

وفي الختام يبدو أن الاستعراض العسكري لجيش الاحتلال في سماء غزة لم يروِ ظمأ سياسييه ونشطائه المتعطشين لرؤية دماء غزة، التي لا تدخر مقاومتها جهدًا في رد عدوانه إلى نحره، ولعل معركة سيف القدس تشهد كيف منعت المقاومة "التجول" في (تل أبيب)، في حين لا يزال الجيش الإسرائيلي يواصل استعراضه وفقًا للمثل العربي القائل: "عضة أسد ولا نظرة حسد".