تستغل جماعات "الهيكل" المزعوم الأعياد اليهودية في شهر سبتمبر/ أيلول الجاري، للتحضير لاقتحام واسع للمسجد الأقصى المبارك، بأعداد كبيرة عن طريق طمأنة المستوطنين بشعار "اقتحم ولا تخف فالشرطة تحمي جبل المعبد".
وأظهرت الجماعات المتطرفة جدولًا تتضح فيه فعاليات تبدأ غدًا الثلاثاء بالنفخ في البوق داخل المسجد الأقصى وساحاته بعد تحشيد المستوطنين، وأداء صلوات جماعية علنية فيه بحراسة شرطة الاحتلال، الأمر الذي واجهه المقدسيون بدعوات لشد الرحال والرباط في المسجد الأقصى.
تحديات خطرة
وقال منسق حملات الرباط للمسجد الأقصى، عبد اللطيف أبو سفاقة: إن "المسجد الأقصى في هذه الأيام في أشد الأوقات حاجة للرباط وشد الرحال، ففي 28 رمضان الماضي أفشلنا المسيرة والاقتحام للمسجد الأقصى واليوم في أعيادهم ودعواتهم للاقتحام فالخطر أكبر".
وأضاف أبو سفاقة لـ"فلسطين": "كل من يستطيع الوصول للمسجد الأقصى عليه واجب الرباط، فالأقصى يستحق منا شد الرحال والرباط فيه، ويجب عدم الاقتصار على يوم الجمعة بل الرباط في كل أيام الأسبوع".
وأشار إلى أن اقتحامات المستوطنين في شهر أيلول تمتد إلى عدة أيام متواصلة، إذ يحضرون لأشياء خطرة وعلنية في عملية تحدٍّ للجميع.
أما السائق عادل من بلدة كفر قاسم الذي يعمل على نقل المصلين للمسجد الأقصى يقول لـ"فلسطين": "ما نتعرض له على الطرقات من ملاحقة في أثناء نقل المصلين للمسجد الأقصى لا يمكن وصفه، فالحواجز تنتشر داخل مدينة القدس بصورة مكثفة ويتم إنزال المصلين ومنعهم من الوصول للمسجد الأقصى".
وأضاف: "تكون الحواجز على مداخل مدينة القدس وأسفل الجسور وبصورة مفاجئة، وتُحرر لنا مخالفات باهظة وتُحجز الحافلات، ونُهدد بعقوبات إضافية بمنع الحافلات من التحرك بزعم أنها تقوم بنقل المصلين من أماكن سكناهم للتحريض على المستوطنين ومنعهم من اقتحام المسجد الأقصى".
فعاليات علنية
في حين يقول الحارس أيهم من داخل المسجد الأقصى: "إن الاحتلال يتعامل مع زوار المسجد الأقصى بعنصرية مقيتة وتفتيش ومنع من الدخول لمن تضع عليه مخابرات الاحتلال ملاحظات أمنية.
وبين أن هناك منعًا لأهالي الضفة الغربية وإعاقة متعمدة لدخولهم إلى المسجد الأقصى وبصورة مزاجية وللمقدسيين بزعم المنع الأمني والإبعاد والاستدعاء الأمني، فكاميرات المراقبة تعتمد بصمة العين في تحديد هوية القادمين للمسجد الأقصى".
من جانبه، أكد البروفيسور إبراهيم أبو جابر من الداخل المحتل، أن المنظمات الصهيونية تعد برامج متطورة لتشجيع اقتحام الأقصى، وإقامة فعاليات علنية كانت في السابق محظورة تمامًا.
وقال أبو جابر لـ"فلسطين": "حسب مواقعهم الإلكترونية بات التحريض على المسجد الأقصى بطرق مرخصة وليست سرية والدعوات لها شرعية من قبل الجهات المختصة، وهذا يدلل على التواطؤ بين المؤسسة الرسمية وتلك الجماعات المتطرفة".
وشدد على أن الوقفة يجب أن تكون على قدر التحدي والخطورة الكامنة في هذه الإعلانات والدعوات، وإلا ستكون كارثة، فالمنظمات اليهودية المتطرفة تستغل الفراغ القائم وانشغال المحيط بهمومه".