فلسطين أون لاين

عاشوراء.. صامته قريش واحتفل به السنة وحزن فيه الشيعة

...
غزة/ خاص "فلسطين":

يحظى يوم عاشوراء بمكانة خاصة عند المسلمين، على اختلاف مللهم وطوائفهم، وهو اليوم الذي قال عنه الرسول (صلى الله عليه وسلم)، عندما قدم إلى المدينة ورأى يهودها يصومونه: "أنا أحقّ بموسى منكم".

عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم، وهو اليوم الذي نجّى فيه الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى عليه السلام وبني إسرائيل من فرعون وجنوده، فصامه سيدنا موسى شكرًا لله تعالى، ثم صامه نبينا محمد وأوصى أمته بصيامه.

وظل صيام يوم عاشوراء فرضًا عامًا واحدًا فقط ثم أصبح سنة، بعد أن فرض الله تعالى على المسلمين صوم رمضان، والنبي (صلى الله عليه وسلم) صام عاشوراء تسعة أعوام، وفي العام الأخير قال: "لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع"، وكان هذا في آخر سنة من سنوات عمره الشريف (صلى الله عليه وسلم)، وذلك لمخالفة اليهود.

وسمي يوم العاشر من المحرم باسم عاشوراء تعظيمًا له، وهو اسم إسلامي خالص لم تعرفه العرب في الجاهلية، مع أنهم ربما ورثوا تعظيمه من ديانة إبراهيم (عليه الصلاة والسلام)، إذ كانت قريش تصومه، وقد روى البخاري عن عائشة (رضي الله عنها) أنها قالت: "كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه".

وكانت قريش تحتفل في يوم عاشوراء ويعيدون ويكسون الكعبة، وعللوا صيام عاشوراء في الجاهلية بأن قريشًا أذنبت ذنبًا في الجاهلية، فعظم في صدورهم، وأرادوا التكفير عن ذنبهم، فقرروا صيام يوم عاشوراء، فصاموه شكرًا لله على رفعه الذنب عنهم.

ويختلف التعاطي مع عاشوراء عند المسلمين من السنة والشيعة، ففي حين يخصه الأولون بالصيام احتفالًا بنجاة نبي الله موسى وصحبه من الطغيان والغرق، يحيي فيه الآخرون ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما) بطقوس خاصة.

وهو يوافق في التاريخ الإسلامي اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي، سبط النبي محمد (عليه السلام)، في معركة كربلاء.

وينبع الاهتمام بعاشوراء لدى المسلمين السنة من الهدي النبوي، ولذلك يقصرون الاحتفال به على الصيام، وبعض مظاهر الاحتفال البسيطة في بعض البلاد الإسلامية ذات الغالبية السنية.

ولصيامه فضل كبير عند أهل السنة والجماعة، فصيامه يكفر ذنوب سنة ماضية، فقد روى مسلم في صحيحه عن النبي قوله: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله".

وروى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس قوله: "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم (يوم عاشوراء)، وهذا الشهر (يعني شهر رمضان)".

ويستحب أن يصام قبله التاسع من المحرم مخالفة لليهود لأنهم يفردون العاشر بالتعظيم، وذلك أن النبي قال في الحديث: "إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع".

وعاشوراء عند الشيعة يوم حزين، إذ يرتبط باستشهاد الحسين بن علي (رضي الله عنه) في موقعة كربلاء الشهيرة في العاشر من شهر الله المحرم، لذا إن لهذا اليوم رمزية خاصة عن الشيعة، ولهم فيه طقوس خاصة من بكاء ونحيب، وإقامة مجالس للعزاء في فقدانه، والتغني بسيرة الحسين وأخيه العباس، وارتداء للسواد وملازمة للحسينيات، والحج إلى "كربلاء".