فلسطين أون لاين

خاص "مقاومة الجدار والاستيطان": بداية دامية لـ 2021 بفعل اعتداءات المستوطنين

...
صورة أرشيفية
رام الله-غزة/ صفاء عاشور:

وصف مسؤول فلسطيني الأيام الأولى من عام 2021 بأنها "سيئة جدًا" على الفلسطينيين من حيث إجراءات سلطات الاحتلال واعتداءات المستوطنين اليهود بالضفة الغربية والقدس.

وقال المدير العام للنشر وتوثيق الانتهاكات في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، قاسم عواد، إن بداية العام الجديد كانت "دامية" على الشعب الفلسطيني، مبينا أن الأيام العشرة الأولى من يناير شهدت 149 اعتداء نفذها المستوطنون.

وخلّفت تلك الاعتداءات نحو 90 إصابة في صفوف الفلسطينيين، إضافة إلى تحطيم 120 سيارة.

وتأتي تلك الاعتداءات بعد أن شهد عام 2020 المنصرم تصاعدًا خطرًا في مستوى الاستيطان ومصادرة الأراضي والاستيلاء عليها، إضافة إلى هجمات المستوطنين التي زادت بنسب كبيرة وأصبحت أكثر حدة وممنهجة بشكل مختلف عن السنوات الماضية.

إجراءات فعلية

ونبه عواد في حديث لصحيفة "فلسطين" إلى أن المشروع الاستيطاني على الأرض وإجراءات سلطات الاحتلال أصبحت تُطبق حسب خطة الضم، إذ إن 52% من مساحة الضفة الغربية أصبحت تحت إجراءات الاحتلال الفعلية والتنفيذية على أرض الواقع.

وذكر عواد أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل كل العوامل المحيطة لزيادة أعماله ومشاريعه الاستيطانية في الضفة الغربية، حيث شهد عام 2020 أكبر عملية مصادرة للأراضي الفلسطينية التي أعلن عنها محميات طبيعية بمساحة 12 ألف دونم بمنطقة الأغوار الفلسطينية.

وقال: "إن الاحتلال الإسرائيلي كثف في 2020 من عمليات الهدم التي ارتفعت بنسبة 100% عن العام الذي سبقه، كما زادت اعتداءات المستوطنين وأخذت طابعا أكثر حدة وتنظيما بشكل جماعي، وعملت على ضرب مفارق الطرق في الضفة الغربية".

وبيّن أن سلسلة الاعتداءات خلّفت إصابات في صفوف المواطنين الفلسطينيين في العام الماضي زادت عما سُجل في السنوات الخمس الماضية، التي وصلت إلى 197 إصابة، بواقع 957 اعتداء نفذها المستوطنون في الضفة الغربية والقدس.

وتابع: "كما اعتُدي على مساحة كبيرة من الأراضي، خاصة الزراعية، حيث تم حرق وتدمير وقص ما يقرب من 6352 شجرة وكرم عنب، إضافة إلى تحطيم 113 سيارة"، لافتاً إلى أن ما يحدث هو "جريمة منظمة يقودها رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية يوسي داغان.

خطة ممنهجة

وأشار إلى أن حكومة الاحتلال تعمل على تخصيص ميزانيات ومعسكرات تدريبية للمستوطنين لتدريبهم على أحدث الطرق لتنفيذ الجرائم، والتدرب على المواد القتالية، سواء المتعلقة بإضرام النار في الحرائق أو الإيذاء الجسدي -المادي والمعنوي- وكل هذا يتم بحماية جيش الاحتلال.

ولفت عواد الانتباه إلى أن المقاومة الشعبية الفلسطينية مع أنها فعل يمارَس على الأرض منذ عدة سنوات، فإنها لم تصل إلى حالة لتكون مقاومة شعبية عامة تستطيع الدفاع عن الأرض الفلسطينية بحق، وهو الأمر الذي لن يحصل إلا إذا أجمعت القوى الفلسطينية لتهب دفاعاً عن فلسطين.

ونبه إلى أن الاحتلال لديه خطة ممنهجة وزاحفة للاستيطان، إلا أن المقاومة الشعبية استطاعت إزالة العديد منها في مدن الضفة الغربية، مستدركاً: "الاحتلال لا ييأس ولديه خطة إستراتيجية، والمستوطن مدفوع بأجر ودعم عسكري ولوجستي للسيطرة على الأراضي الفلسطينية، ويعمل على تحقيقها سواء على المدى القريب أو البعيد".

وحول ما يلزم للمقاومة الشعبية لتكون على المستوى نفس في القدرة على مواجهة الاستيطان، أكد عواد أن الوحدة الوطنية وإجماع الفصائل الفلسطينية على برنامج مقاومة لهذه المشاريع بشكل موحد، وحده الكفيل بتحريك ثقة الناس ببرامج قوية لتحقيق إنجازات على أرض الواقع.