فلسطين أون لاين

تقرير انطلاقة حماس تُدخل الأمل إلى نفوس أسرى المؤبدات.. بانتظار الصفقة

...
صورة أرشيفية
قلقيلية/ مصطفى صبري:

تعيش أسرة الأسير رائد حوتري حالة من الفخر والأمل في ظل الذكرى التي يدفع رب العائلة ثمن الانتماء لفكرتها حكمًا بالسجن 2200 عام.

ويحيي الفلسطينيون هذه الأيام الذكرى الـ33 لانطلاقة حركة حماس التي تحمل معاني كبيرة لدى عائلات أسرى المؤبدات والمحررين الذين قضوا سنوات عمرهم في سجون الاحتلال.

والحوتري من مدينة قلقيلية ويقضي حكمًا بالسجن 22 مؤبدًا (المؤبد مائة عام)، أمضى منها 17 عاما منذ اعتقاله عام 2003.

وتقول زوجه د. أسماء حوتري: "ذكرى الانطلاقة بالنسبة لنا كعائلة محطة عز وفخار، فنحن قدمنا فاتورة باهظة من حيث الانتماء للحركة وضريبة الاعتقال لزوجي المريض الذي يحتاج إلى زراعة قرنية خوفا من ضياع بصره بشكل كلي".

وتضيف: "مع ذلك ننسى كل الجراح والآلام وسنوات المطاردة قبل اعتقال زوجي، وتربية أولادي دون وجود والدهم إلى جانبهم، فمقداد كان عمره قرابة العامين واليوم يدرس في الجامعة وابنتي حُور في التوجيهي وكان عمرها قرابة العام حين اعتقل والدهما، وأنا واصلت دراستي الجامعية حتى نلت شهادة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية، وشيدنا كعائلة منزلًا جديدا لعلنا نستقبله فيه في قادم الأيام، فنحن لا نفقد الأمل مهما كانت الظروف قاسية".

وتعرب الحوتري عن ثقتها بحماس كزوجة أسير، "فالحركة تمتلك أوراقا لتحرير الأسرى من ذوي العيار الثقيل حسب تصنيف الاحتلال، والانطلاقة تذكرنا بأن المقاومة ستكون بجانبنا وتحرر أسرانا، فالكنز الذي بأيديهم لن يذهب دون ثمن".

وفي منزل القيادي المهندس عباس السيد تنتظر الزوجة إخلاص خويص بفارغ الصبر خبرًا سارًا يدخل الفرحة إلى قلب طالما توجع من مطاردة زوجها واعتقاله والحكم عليه بالسجن 35 مؤبدًا مضافا إليها مائة عام.

وتقول: "نحن أمام محطة لها قيمتها المعنوية لدى الشعب الفلسطيني وليس لعائلات الأسرى والمحررين فقط، فانطلاقة حماس قوة وعطاء وأمل لآلاف الأسرى وخصوصا أصحاب المؤبدات، وكعائلات أسرى محكومين بالمؤبدات نرى في انطلاقة حماس تأكيدًا على نهج المقاومة ونصرة للأسرى".

وتؤكد زوجة عباس السيد بأن الاحتلال لا يذعن إلا بوجود قوة تجبره على دفع الثمن، ومن كان يظن أن حسن النوايا وسيخلي أسرى المؤبدات دون مقابل فهو واهم، "ولا يكسر أنف (إسرائيل) إلا وجود جنودها أسرى بيد المقاومة والحوادث تؤكد هذه الحقيقة، لذلك فانطلاقة حماس بشرى خير لكل الأسرى، فالأسرى يعانون ويجب وقف هذا النزيف".

في هذا السياق يرى والقيادي في حركة حماس وصفي قبها في انطلاقة حماس، محطة تقهر الاحتلال وتجعله يعض أصابعه على ما قدمت الحركة من انجازات في جميع المجالات، "فلم تنجح حماس فقط في تعزيز المقاومة فقط، بل إن سياستها الداخلية والخارجية يشهد لها الداني والقاصي".

ويشير وزير الأسرى السابق إلى أنه عاش مع الحركة الأسيرة نحو العشرين عامًا، "وتعد الانطلاقة بالنسبة لها أملا منتظرا يتابعون أخبارها بدقة، فعندما نفذت حماس وفاء الأحرار شملت الصفقة كل الفصائل وطالت الجغرافيا الفلسطينية من النهر إلى البحر، وكان هذا النجاح كاللطمة القوية لدولة الاحتلال وقادتها وتشريعاتهم التي نصت على عدم تحرير أسرى من الدخل وأسرى على أيديهم دم كما يزعمون".

إلى ذلك كتب المحررون على جدران صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي إشادات بذكرى الانطلاقة، معتبرين حماس علامة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني، وأن دولة الاحتلال تعتبر حماس نذير شؤم وما سياسة الاستجوابات والاعتقالات للعشرات يوميًا قبل ذكرى انطلاقة الـ33 إلا دليل قاطع على رعب الاحتلال من القوة التي تشكلها حماس.

وكتب أحد المحررين من محافظة نابلس والذي خضع لاستجواب قبل أيام في مركز حوارة: "خلال المقابلة الأمنية، كان ضابط المخابرات يسأل بخوف ورعب عن ذكرى انطلاقة حماس، وهل سيكون هناك تصعيد، وكيف ستمر الذكرى؟".

ويضيف: "شعرت من خلال أسئلته مدى الارتباك الذي يسكن قلوبهم وأن الاستجوابات الجماعية ناجمة عن خوف وتحذيرات جهاز الشاباك".