فلسطين أون لاين

​على وقع ضربات السكاكين.. الانتفاضة مستمرة

...
صورة أرشيفية لعملية فدائية
القدس المحتلة / غزة - أحمد المصري

تغدو العمليات الفردية التي يقوم بها الشبان الفلسطينيون في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، ضد مستوطني الاحتلال وجنوده، مؤشرا واضحا على استمرارية انتفاضة القدس وعدم انتهاء فصولها، سيما في ظل استمرار العوامل التي اشتعلت من أجلها في أكتوبر عام 2014 وذلك وفقا لما يراه محللان سياسيان.

المحللان ذاتهما أكدا لصحيفة "فلسطين"، أن السياسات التهويدية والعنصرية التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، ومقدساته وأرضه، ليست إلا باعثا أساسيا لإرفاد انتفاضة القدس بمزيد من تنفيذ العمليات الفدائية ضد الاحتلال.

وينفذ شبان فلسطينيون في صورة شبه فردية أعمالا فدائية كالطعن بالسكين والدهس بالسيارات وإطلاق النار على جنود الاحتلال، ردا على الانتهاكات الاحتلالية المتصاعدة وتغوله بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.

المحلل السياسي راسم عبيدات، قال إن انتفاضة القدس، تأخذ في مجملها الطابع الفردي العفوي غير المنظم، الذي يأتي كنتاج واضح لسياسات وممارسات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني ومدينة القدس والمسجد الأقصى.

وأكد عبيدات أن استمرارية تنفيذ العمليات الفردية دليل واضح على استمرارية الانتفاضة والهبة التي انطلقت في أكتوبر عام 2014م، بعد موجة من الانتهاك الكبير ضد المسجد الأقصى من قبل الاحتلال.

وأشار إلى أن عمليات انتفاضة القدس تتصاعد تارة، وتخبو تارة، إلا أنها وفي كل الأحوال لم ولن تنتهي أو يتم القضاء عليها من أي جهة كانت، سيما وأن العوامل التي اشتعلت من أجلها ما زالت موجودة ومستمرة أيضا.

ولفت عبيدات إلى أن الاحتلال مستمر في جرائمه وقتله وتصفيته للمواطنين الفلسطينيين، ودون أي رادع دولي أو قانوني، كما جرى قبل أيام مع السيدة سهام نمر، وأن هذه الجرائم كمن يلقي زيتا في صدور الشبان للرد عليها.

وذكر أن العمليات ورغم تأثيرها غير المرتفع على مستوطني الاحتلال وجنوده كما العمليات التفجيرية، إلا أن لها انجازات على أرض الواقع تؤشر في عقل الاحتلال على أن أي تغول على الأقصى والاستيلاء عليه لن يمر مرور الكرام.

واتفق المحلل السياسي هاني أبو سباع مع سابقه "عبيدات"، إذ إنه قال إن العمليات الفردية التي يقوم بها الشبان الفلسطينيون، ضد الاحتلال ومستوطنيه، مؤشر واضح على استمرارية انتفاضة القدس وعدم انتهاء فصولها كما راهن على ذلك البعض.

وأكد أبو سباع أن الاحتلال ماض في سياساته العنصرية، وتغوله المتمثل في الاستيلاء على أراضي المواطنين، وإقامة المستوطنات والوحدات الاستيطانية الجديدة، وممارسة سياسة الخنق والحواجز بين المدن، وتنفيذ عمليات الاعتقالات بشكل يومي وأن ذلك كله عوامل لا يمكن إلا أن تكون ملهمة للانخراط في انتفاضة القدس.

ولفت إلى أن ازدياد العمليات الفدائية في الأيام الأخيرة يأتي في ظل ازدياد التغول الإسرائيلي على مدينة القدس، والأنباء التي صرحت بها حكومة الاحتلال المشيرة فيها لسماحها قريبا بعودة نواب الكنيست بتدنيس المسجد الأقصى من جديد.

وأشار أبو سباع إلى أن أغلب من يقوم بالعمليات في غضون انتفاضة القدس، هم من الشباب الذين ولدوا بعد اتفاق أوسلو للسلام، والذي روهن على أن يكون جيلا مستسلما بامتياز، إلا أنه خالف كل هذه الرهانات وبات الوقود الأساس للانتفاضة.

وشدد على أن الاحتلال وكلما دفع بإجراءاته المشددة ضد المدن الفلسطينية سيما مدينة القدس والمسجد الأقصى، زاد في حراك الشباب وردة فعلهم الفدائية بتنفيذ العمليات ودون أن يكون لديهم حساب سياسي معين، لافتا إلى أن مخططات الاحتلال والأجهزة الأمنية الفلسطينية وإن كثرت لن تفضي لأي إمكانية لعرقلة هذه الانتفاضة أو منع أي من الشبان في تنفيذ عملياتهم ضد جنود ومستوطني الاحتلال.