فلسطين أون لاين

​أهالي الشهداء والجرحى.. معاناة مستمرة بانتظار الحل

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

يحمل الطفل أحمد الكفارنة، ابن الثلاثة أعوام، ساعد والده الصناعي بعد أن شعر بثقل في يده وارتفعت حرارة جسده جراء تعرضه لأشعة الشمس خلال مشاركته في الاعتصام الأسبوعي لأهالي شهداء عدوان 2014 والمقطوعة رواتبهم، أمس، أمام مقر مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى التابعة لمنظمة التحرير، بمدينة غزة.

وكان يوسف الكفارنة والد الطفل، يتحرك بكامل صحته، ويعمل في أي مجال يجده لسد رمق أسرته، ولا يضطر لمد يده لأحد، لكن العدوان الإسرائيلي في صيف 2014 على القطاع، غير مجرى حياته إلى الأبد، وأخذ منه آخر ما يملك، يديه وصحته.

وأصيب الكفارنة، خلال العدوان بشظايا صاروخ إسرائيلي استهدف منازل المواطنين شمال القطاع، أدى لبتر يده اليمنى من أسفل الكوع، وتهتك عظام يده اليسرى، ما منعه عن العمل وبات غير قادرً على رفع أي شيء.

حق مشروع

ويصطحب الكفارنة (42 عامًا) وهو أب لأحد عشر طفلًا، أحد أبنائه معه خلال مغادرته منزله الكائن في منطقة العطاطرة شمال قطاع غزة، كي يساعده على الحركة والسير بالشكل المطلوب، وارتداء ملابسه وحذائه.

ويداوم الكفارنة، على المشاركة في الاعتصام الأسبوعي لأهالي الشهداء والجرحى للمطالبة بصرف راتبهم، مشيرًا إلى أن الراتب حق مكفول له، لاسيما وأنه مصاب وأجرى فحصا طبيا "قومسيون" في مؤسسة أهالي الشهداء والجرحى ليتبين أنه لا يقوى على العمل وأنه من حقه الحصول على راتب.

ويقول لصحيفة "فلسطين": "منذ 5 أعوام وأنا محروم من الحصول على راتب يكفل لأسرتي حياة كريمة ولكن للأسف لا مجيب"، متسائلًا: "ما سبب عدم صرف راتبي؟! وأين الرئيس محمود عباس، ورئيس حكومته محمد اشتيه عن معاناة أهالي الشهداء والجرحى؟!".

ودعا الكفارنة، عباس واشتية للعمل على إنهاء معاناة أهالي الشهداء والجرحى وعدم تركهم وحدهم في الشوارع يطالبون بصرف حقوقهم ومخصصاتهم المالية، والنظر إليهم بعين الرحمة.

خط أحمر

وتفترش مسعدة أبو سلامة، والدة الشهيد جهاد أبو سلامة، الأرض مقابل مقر مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى بمدينة غزة، برفقة أهالي شهداء عدوان 2014 وجرحى ومقطوعة رواتبهم من قبل السلطة في رام الله، في محاولة منها لإيصال صوتها لكافة المعنيين للمطالبة بإعادة صرف مخصصاتهم المالية.

وقالت أبو سلامة، لصحيفة فلسطين": لقد صدمت قبل نحو ستة أشهر بقطع راتب مخصص ابني الشهيد دون إبداء السبب، ما أدى لتدهور أوضاع أسرتي خاصة وأنهم يعتمدون بالدرجة الأولى على راتب الشهيد لتلبية احتياجاتهم.

وأشارت إلى أن قطع راتب الشهيد حرم أسرتها المكونة 14 فردًا من المأكل والمشرب المناسب وجعلهم متسولين، لافتة إلى أن بعض المحلات التجارية توقفت عن إقراضهم احتياجاتهم بعد أن علمت بقطع راتب الشهيد.

وطالبت رئيس السلطة وكل المعنيين بالوقوف إلى جانب أهالي الشهداء والجرحى وصرف رواتبهم ومخصصاتهم المالية، متسائلة: "لماذا نحرم من رواتبنا؟! وأين أنتم من تصريحاتكم بأن رواتب الشهداء خط أحمر؟!، ولماذا التمييز بين أهالي الشهداء ؟!".

حرمان الأهالي

من جهته، ناشد السبعيني محمد عابد والد الشهيد زاهر عابد، الذي استشهد في 6 يناير 2009، السلطة وجميع المعنيين بإعادة رواتب أهالي الشهداء.

وقال عابد لصحيفة "فلسطين": "لمصلحة من تقطع رواتب أهالي الشهداء؟! ولماذا يعتدى على قوت عائلاتهم؟!"، مؤكدًا أن رواتب الشهداء حق وواجب ممنوع المساس به.

وحث السلطة في رام الله، للتراجع عن قرارته باعتبارها تعسفية وغير أخلاقية، مضيفًا: "كان الأولى أن يتم تكريم أهالي الشهداء والجرحى لا أن يتم قطع رواتبهم وحرمانهم من مخصصاتهم المالية".

وأعيد فتح مقر مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى في 9 حزيران/ يونيو الجاري، بعد إغلاق دام عدة أشهر، إثر إقدام السلطة على قطع رواتب الآلاف من عائلات الشهداء والجرحى من قطاع غزة في شباط / فبراير الماضي.