فلسطين أون لاين

​الاحتلال يسعى لأسرلة المخيمات المقدسية بوساطة فتحاوية

...
القدس المحتلة (أ ف ب)
القدس المحتلة / غزة - خضر عبد العال

يسعى الاحتلال الإسرائيلي جاهدًا إلى أسرلة أحياء ومخيمات القدس المحتلة، خصوصًا مخيم شعفاط (شمال شرق المدينة)، مستغلًّا تعاون شخصيات مقدسية محسوبة على حركة فتح داخل المخيم، مع غياب واضح للدور الفلسطيني الرسمي لتعزيز صمود الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة.

في تطوّر خطير ومستهجن التقت شخصيات من مخيم شعفاط مسؤولين في شرطة الاحتلال الإسرائيليّ، لمناقشة قضايا متعلقة بالمخيم، في حاجز مخيم شعفاط في السادس من نوفمبر الجاري، ومن هؤلاء: أمين عشائر القدس عبد الله علقم، ورئيس لجنة حي راس خميس بالمخيم جميل صندوقة، والناشط في مجال التطبيع والتعايش مع الاحتلال إبراهيم عنباوي، وعدد من الشخصيات المحسوبة على حركة فتح، عرف منهم: رضا زلباني، ورامز المالحي، وعبد الفتاح الجولاني، وحمدي ذياب.

وناقش المجتمعون مع المسؤولين الإسرائيليين عدّة مواضيع، منها: رمي الحجارة على سيارات إسرائيلية، وتحسين التعاون بين شرطة الاحتلال وسكّان المخيم.

ورأى مراقبان أن حركة فتح تسعى بعلاقتها مع الاحتلال إلى أن تكون وسيطًا بين الاحتلال والشعب الفلسطيني، في محاولة خائبة لتجميل صورة الاحتلال، مؤكدَيْن أن تصريحات وقف التنسيق الأمني كذبة كبيرة.

كذبة كبيرة

النائب في المجلس التشريعي عن محافظة القدس أحمد عطون بين أن الاحتلال يحاول ملء الفراغ الذي تركته الجهات الفلسطينية الرسمية لرعاية شؤون المقدسيين بتمرير المشاريع الوهمية، تحت مسمى مصلحة المقدسين عبر قناة فلسطينية، ولكن برؤية إسرائيلية.

وأكد في حديثه لـ"فلسطين" أن الاحتلال يريد فرض "سيادته" في مدينة القدس، ولا يريد "سيادة" لغيره، مشيرًا إلى أن المعركة مع الاحتلال في القدس المحتلة معركة "وجود وسيادة".

وقال عطون: "يريد الاحتلال من هذا الشعار (مصلحة المقدسيين) تجميل صورته من طريق بعض الشخصيات التي تدعي أنها مقدسية وهي لا تمثل المقدسيين، وقد أصدرت عشائر مقدسية بيانات تستنكر هذا اللقاء وترفضه، وتعد هؤلاء لا يمثلون هذه الأحياء ولا أهلنا في مدينة القدس".

واستنكر على تلك الشخصيات الجلوس مع الاحتلال و"محاولة تبييض وجهه"، مشددًا على عدم وجود أي مسوغ لذلك، مهما كانت الدوافع.

وعدّ عطون لقاء قادة فتح مع الاحتلال "جريمة مركبة مستمرة"، وتصريحات وقف التنسيق الأمني "كذبة كبيرة"، وتساءل متهكمًا: "إذا كان رأس الهرم (في إشارة إلى زعيم حركة فتح رئيس السلطة محمود عباس) يتفاخر بالتنسيق ويعده مقدسًا؛ فما بالك بمن هم دونه؟!".

وتمم حديثه بالقول: "التنسيق الأمني لم يوقف، وهذه حالة تناقض تعيشها حركة فتح والسلطة الفلسطينية مع ذاتها، إذ لا يمكنها تجاوز الاحتلال لأن ارتباطها به بات وثيقًا، فضلًا عن أنها باتت جزءًا من منظومة الاحتلال، ويا للأسف!، هذه خطيئة تناقض قيم وأخلاقيات العمل الوطني ومصالح الشعب الفلسطيني".

دور الوسيط

من جهته رأى الكاتب السياسي ياسين عز الدين أن علاقة فتح بالاحتلال لها زاويتان: الأولى التزامات اتفاقية أوسلو التي لا تستطيع الفكاك منها، لأن ذلك يعني قطع التحويلات الضريبية، والثانية أن هناك ثقافة متغلغلة في فتح تجعلها ترى أنها صاحبة دور الوسيط بين الاحتلال والشعب الفلسطيني.

وقال في حديث إلى "فلسطين": "إن اللقاء بمخيم شعفاط في إطار سعي القيادات الفتحاوية الدائم إلى لعب دور الوسيط مع الاحتلال".

وأكد عز الدين أن قرارات المجلس المركزي والمجلس الوطني بوقف التنسيق الأمني "مجرد دعاية إعلامية ولا توجد أي آلية لتطبيقه"، لافتًا إلى أن السلطة لا يمكن قطع علاقتها مرة واحدة بالاحتلال.

وتمم: "يجب أن يكون هناك خطوات واضحة ومعلنة، ونحن لم نر شيئًا، سوى إعلان باهت يوكل إلى عباس مهمة تنفيذ هذا القرار".