حذر مراقبون من أن تقاعس السلطة عن حماية المواطنين وكشف الجناة ومرتكبي أعمال العنف، ساهم في تزايد أعمال البلطجة والاعتداءات على أعضاء مجلس بلدية الخليل، وتهديد عائلاتهم بالقتل.
وقال المراقبون لصحيفة "فلسطين": إن هذه التصرفات الخارجة عن القانون تستهدف إشعال فتنة كبرى في أكبر مدن الضفة مساحة، بهدف إبعادها عن مقاومة الاحتلال، وتحقيق أهداف سياسية وفئوية لفصيل فلسطيني محدد.
أطلق مسلحون أول من أمس على عضو مجلس بلدية الخليل، عبد الكريم فراح، على قدمه، وأحرقوا سيارته، بسبب خلاف بين مجلس البلدية وحركة "فتح".
سبق إطلاق النار على فراح، تعرض عيادة الطبيب أمجد الحموري، زوج نائب رئيس بلدية الخليل أسماء الشرباتي، لهجوم مسلح مرتين خلال أقل من 48 ساعة.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين، أن الانفلات الأمني المقصود في الخليل هو نتيجة تخطيط من أعلى مستوى في السلطة، ويهدف إلى حل مجلس بلدية الخليل وإعادة سيطرة حركة فتح عليه.
وقال عز الدين لصحيفة "فلسطين": "ما يحدث في الخليل من محاولات لخلق فتنة يجب مواجهتها من خلال حراك شعبي يضم جميع الرافضين للانفلات الأمني، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو العشائرية".
وأشار إلى أن مدينة الخليل أمام خيارين: إما أن يتصدى حراك شعبي للسلطة بكل حزم، وإما أن تستمر العصابات والزعران في التغول، ما سيجر المدينة إلى حالة من الانفلات الأمني تشبه الوضع في الداخل المحتل.
وأوضح أن حركة فتح تضغط على مجلس البلدية لإجبارهم على الاستقالة، ثم حله رسميًا إذا لم ينجح هذا الضغط.
اقرأ أيضاً: خريشة: الفلتان الأمني في الخليل محاولة لحرف البوصلة عن المقاومة الممتدة بالضفة
من جانبه، أكد الناشط السياسي في الخليل صهيب زاهدة أن المدينة تعيش حالة من الانفلات الأمني، يقف وراءها بلطجية ومنفلتون مؤجرون وخارجون عن القانون.
وقال زاهدة لصحيفة "فلسطين": "إن من يقف وراء أعمال العنف وإطلاق النار في مدينة الخليل هم أشخاص من عائلات معروفة، ولكنهم منبوذون من عائلاتهم بسبب الجرائم التي يرتكبونها".
وأوضح أن هناك نظرة تشاؤمية لدى سكان الخليل مما يحدث من عمليات إطلاق نار وحرق ممتلكات.
وأشار إلى أن بعض عناصر أجهزة أمن السلطة يساهمون في استمرار الانفلات الأمني بمدينة الخليل، حيث تستفيد من الوضع الحالي.
استمرار الانفلات الأمني
ورأى أن استمرار الانفلات الأمني يهدد بانهيار السلطة في الخليل.
بدورها، عدت النائب في المجلس التشريعي سميرة الحلايقة، ما يحدث في مدينة الخليل من عمليات إطلاق نار على شخصيات وطنية، هو جرائم منظمة.
وقالت الحلايقة لصحيفة "فلسطين": "إن ما حدث مع عضو مجلس البلدية فراح هو استمرار للفلتان الأمني في المدينة".
وحذرت من أن تكرار إطلاق النار والاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم، قد يؤدي إلى تدمير الخليل، ويترك عواقب وخيمة على المدينة.
وشددت على ضرورة قيام أجهزة أمن السلطة بدورها في حماية المواطنين والمسؤولين، وكشف الجناة ومرتكبي عمليات إطلاق النار الأخيرة.