أسقطت عمليات المقاومة المستمرة في الضفة الغربية المحتلة وتنوع أشكالها ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، صفة "سيد الأمن" عن رئيس الحكومة اليمينية المتطرفة بنيامين نتنياهو.
وتسبَّبت العمليات الفدائية التي تشهدها الضفة شبه يوميًّا بهزّ صورة نتنياهو أمام المجتمع الإسرائيلي والمستوطنين، خاصة أن لها تأثيرًا كبيرًا وتلحق خسائر بشرية ومادية.
وتعد سلطات الاحتلال العام الجاري الأصعب على المستوطنين منذ خمسة عشر عامًا، والأخطر منذ نهاية الانتفاضة الثانية عام 2006، والأعلى في عدد القتلى.
ومنذ بداية العام الجاري، قُتل 35 مستوطنًا وجنديًا من جرَّاء العمليات الفدائية التي كان آخرها عملية دهس على حاجز عسكري غربي رام الله، وأسفرت عن مقتل جندي وإصابة 5 آخرين، أول من أمس.
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا أن تزايد العمليات بالضفة الغربية مؤخرًا أثَّر كثيرًا على شخصية نتنياهو في رئاسته لحكومته، خاصة أنه كان منذ التسعينيات يحاول الظهور بأنه "سيد الأمن" للإسرائيليين.
اقرأ أيضاً: "حمادة": عمليات الضفة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بما يتعرّض له الأقصى
ويقول القرا في حديثه لصحيفة "فلسطين": في الفترة الأخيرة أصبح من الواضح أن نتنياهو ليس لديه القدرة على إدارة الحكومة وتوفير الأمن للمستوطنين، إذ وجد نفسه أمام فشل دائم.
ويوضح أن تزايد العمليات بالضفة أظهر ضعف جيش الاحتلال وغياب التنسيق بين مؤسساته للتعاطي مع الفلسطينيين، خاصة مع تطور السلاح بالضفة الغربية وانتقال المقاومة لخطوات مهمة.
الملف الإيراني
ويضيف أن نتنياهو انكشف فشله في العمل بالإقليم، خاصة الملف الإيراني، والتعامل مع قطاع غزة الذي تحول لقوة عسكرية لا يستهان بها، إضافة إلى الضفة الغربية التي بدأت تتملَّص من السطوة الأمنية، وتدير المواجهة باقتدار.
ويشير إلى أن نتنياهو لم ينجح أيضًا في ملف الجنود الأسرى لدى المقاومة في غزة، إذ لم يتمكن من إعادتهم أو معرفة مصيرهم، عادًّا الفشل الذي يلاحقه وفقده للسيطرة وبسط الأمن، نتاجًا لوجود حكومة يمنية متطرفة خضع لابتزازها رئيس حكومة الاحتلال.
بدوره، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي ربيع أبو حطب أن نتنياهو فقد الكثير من قدرته على بسط الأمن، خاصة مع التركيبة السياسية الصهيونية في الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية.
ويقول أبو حطب لـ"فلسطين": نتنياهو فقد قيمته السياسية إلى جانب قدراته الأمنية، خاصة مع الملاحقات الجنائية المتعلقة بالفساد والاختلاس، والمظاهرات الكبيرة التي يشهدها كيان الاحتلال في عقر داره.
ويوضح أن عمليات المقاومة المتصاعدة بالضفة الغربية هشَّمت ما تبقى من النظرية الأمنية الصهيونية، وتهز إلى حد كبير وتنامي المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية التي فقدت أيضًا إلى حد كبير السيطرة على المجريات الأمنية.
ويشير إلى أن تنامي المقاومة وزيادة عدد القتلى بين جنود الاحتلال ومستوطنيه، جعل المؤسسة العسكرية غير قادرة على تنبؤ ما سيحدث، وهو ما يشير لتأثير وضرر يقع على دولة الاحتلال بقيادة نتنياهو.