أكد مسؤول لجان الصيادين زكريا بكر أن سياسة استهداف الاحتلال الإسرائيلي قوارب الصيادين ترمي بالأساس إلى تدمير قطاع الصيد وإفقاد غزة مصدر أمن غذائي مهم جدًا بالنسبة لأكثر من مليوني نسمة.
وبيَّن بكر في تصريح لصحيفة "فلسطين"، أن هذا الاستهداف يشمل مصادرة القوارب، وتدميرها، وإغراقها أحيانًا، والسيطرة على محركاتها والأجهزة الإلكترونية الخاصة بها ومعدات الصيد التي تحملها أيضًا.
واتهم بكر الاحتلال بالسعي إلى إفقاد الفلسطينيين السيادة على مصدر الأمن الغذائي المتمثل بالثروة السمكية، وهو يسعى لفرض السيطرة عليه في محاولة منه لدفع غزة لاستيراد الأسماك والاعتماد على مصادر أخرى.
اقرأ أيضًا: وفاة صياد وإصابة آخر أثناء عملهما في بحر خان يونس
وكانت سلطات الاحتلال أطلقت في الأيام الماضية 3 قوارب صيد كبيرة تعرف بـ"لنشات جر" بعد احتجازها لفترات متفاوتة.
وبيَّن بكر أن بحرية الاحتلال أبقت على احتجاز قرابة 50 قاربًا مختلفة الأحجام والمهام، وبعض المحركات التي صادرتها وأعادت قوارب لأصحابها بدونها.
وأشار إلى أن ذلك يتزامن مع استمرار بحرية الاحتلال في ارتكاب سلسلة واسعة من الانتهاكات تشمل ملاحقة الصيادين، وتمزيق الشباك، والتلاعب بالمساحات التي يسمح الصيد فيها.
وأضاف بكر: أن الاحتلال يتبع سياسة تدمير ممنهج لقطاع الصيد باستخدام عدة أساليب وطرق، ويكمل ذلك بتقطيع أوصال البحر منذ فرض الحصار البحري في 2006 ورافق ذلك تقليص مساحات الصيد إلى 3-6 أميال.
وأشار إلى أن الحصار على غزة يحول دون إدخال معدات الصيد والمواد الخاصة بصنع القوارب.
ولفت إلى أن العمر الافتراضي لمحركات القوارب يتراوح بين 4-5 أعوام، ولم يسمح الاحتلال بإدخال محركات لغزة منذ ما يزيد عن 16 سنة، وهذا يعني أن 97 بالمئة من محركات القوارب انتهى عمرها الافتراضي.
ويصل عدد القوارب بغزة التي تعمل بمحركات قرابة ألف قارب، إضافة إلى 900 قارب صغير "حسكة مجداف".
اقرأ أيضًا: الاحتلال يستهدف 4 صيادين بالرصاص شمال غزة
وأكد أن سلطات الاحتلال سمحت مؤخرًا بدخول 4 محركات قوارب لكنها كانت تعاني أعطالًا، ما تسبب بإعادتها من الصيادين للجهة التي ابتَاعوها منها، ولم يسمح الاحتلال سوى بإدخال كميات محدودة جدًا وبرقابة دولية من مادة فيبر جلاس لصناعة القوارب وصيانتها.
بينما يواصل الاحتلال مشاريع التنقيب عن الغاز والموارد الطبيعية قبالة سواحل غزة، وفق بكر، يمنع الصيادين الغزِّيين من الوصول إلى مساحات صيد مناسبة تمكنهم من صيد وفير يعوضهم الخسائر التي تكبدوها بفعل الحصار والانتهاكات الإسرائيلية.
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي لا يُلقي بالاً للاتفاقيات الدولية التي حددت المساحات البحرية، وهو لم يحترم حتى اتفاق (أوسلو) الذي أتاح للصيَّادين بغزة إمكانية الإبحار لمسافة 20 ميلاً في عرض البحر، وهذا ما يمنعه جيش الاحتلال.