تتعرض الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس، منذ الفترة التي تلت الانتخابات الطلابية، لحملة من الملاحقة والاستهداف المزدوج من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأجهزة السلطة من جهة أخرى.
وتمكنت الكتلة الإسلامية في الجامعة من الفوز بالانتخابات الطلابية التي جرت في 16 مايو/ أيار الماضي، فسارعت قوات الاحتلال إلى اعتقال ممثلها والناطق باسمها حسام اشتية.
واعتقلت قوات الاحتلال، مؤخرًا، ثلاثة طلاب من جامعة النجاح، وهم: الطالب في كلية الهندسة وعضو المؤتمر العام لمجلس الطلبة إبراهيم دويكات، والطالب في كلية الشريعة وعضو المؤتمر العام لمجلس الطلبة قاسم قدح، والطالب في كلية القانون أحمد خالد.
وبالتزامن مع اعتقالات الاحتلال، صعَّدت أجهزة السلطة من حملتها ضد عناصر الكتلة ومناصريها، فاعتقلت كلًا من الطلبة: أُسيد حمادنة، وعبد الله سوالمة، وعبد الرحمن مرجان، وزيد سوالمة.
وكشف ناشط في الكتلة الإسلامية النقاب عن تلقي العديد من الطلبة اتصالات هاتفية من مخابرات الاحتلال، وأجهزة السلطة مفادها، "أن مصيرهم سيكون الاعتقال في حال العمل ضمن صفوف الكتلة أو مجلس اتحاد الطلبة" الذي تقوده الكتلة.
وأشار الناشط -الذي فضل عدم ذكر اسمه لدواعٍ أمنية– إلى أن الاحتلال والسلطة "يعيشان حالة هستيرية نتيجة فوز الكتلة الإسلامية" في الجامعة.
وأفاد أحد الطلبة المُفرج عنهم من سجون السلطة بأن تحقيقات "جهاز الأمن الوقائي" تمحورت حول أنشطة الكتلة الإسلامية، ومصادر دعمها وتمويلها خلال حملتها الانتخابية الطلابية.
وذكر الطالب –الذي فضل عدم ذكر اسمه لدواعٍ أمنية– أنه على مدار ثلاثة أيام تعرض خلالها للتحقيق في مقر جهاز مخابرات السلطة حول أنشطة الكتلة وأعضائها الفاعلين في جامعة النجاح؛ من أجل حصارها وإفشال تجربتها في خدمة الطلبة.
ونبه الطالب على أن تهديدات ضباط السلطة كانت صريحة: "لن نسمح للكتلة بأن تنجح بإدارة مجلس الطلبة مهما كلف الأمر من ثمن".
اقرأ أيضاً: القيادي صوافطة: الاعتقالات لم تمنع فوز الكتلة الإسلامية بجامعة النجاح
واستنكرت الكتلة الإسلامية، في بيان، أول من أمس، اعتقال "وقائي السلطة" للطلبة الجامعيين، واقتحام منازلهم في ساعات متأخرة من الليل، بالتزامن مع اقتحامات قوات الاحتلال لمنازل الطلبة والتنكيل بهم وبعائلاتهم.
وأكدت الكتلة أن هذه الاعتقالات لن تزيدها إلا إصراراً على مواصلة دربها في خدمة الطلبة، وسيظل شعارها الذي رفعته عنوانًا لمرحلة القمع والملاحقة "ازرعوا الخوف، تحصدوا التحدي".
وشددت الكتلة: "واهم من يظن أن الاعتقالات من القريب والبعيد ستثنينا عن ممارسة دورنا الوطني والنقابي مهما كانت التضحيات".
تحريض غير مسبوق
وأشار الناشط إسلام أبو عون إلى وجود حملة ميدانية تشنها أجهزة السلطة ضد الطلبة الجامعيين في الضفة، بالتزامن مع حملة التحريض غير المسبوقة بحق الكتلة الإسلامية.
وأشار إلى أن فوز الكتلة الإسلامية في جامعتي النجاح وبيرزيت يقلق أجهزة الاحتلال الأمنية التي ترى بهذه النتائج التفافًا جماهيريًّا حول مشروع المقاومة، الأمر الذي يدفعها إلى تصعيد اعتقالاتها الميدانية.
ولفت أبو عون إلى أن الاحتلال يصعد حملة اعتقالاته ضد عناصر المقاومة في الضفة، بالتزامن مع اعتقال النشطاء الجامعيين الذي يشكلون دعمًا جماهيريًّا لخيار المقاومة.
يشار إلى أن الكتلة الإسلامية حققت فوزاً بانتخابات مجلس طلبة جامعة النجاح الوطنية، واستطاعت قائمتها "فلسطين المسلمة" الفوز بـ 40 مقعداً في مجلس الطلبة، بينما بلغت نسبة المشاركة الإجمالية بالانتخابات 69.83٪ من إجمالي عدد الطلبة.