فلسطين أون لاين

"مسيرة الأعلام" الاستفزازية.. المقاومة وغضب المقدسيين بالمرصاد

...
"مسيرة الأعلام" الاستفزازية.. المقاومة وغضب المقدسيين بالمرصاد
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

تتجه الأنظار إلى يوم الخميس المقبل، الذي تدعو فيه جماعات المستوطنين المتطرفين إلى اقتحام المسجد الأقصى المبارك من باب الأسباط، ضمن مسار ما تسمى "مسيرة الأعلام" الاستفزازية.

وقدمت جماعة "العودة إلى جبل الهيكل" المتطرفة طلبًا رسميًّا للسماح للمستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى، ونشرت شرطة الاحتلال أمس مسار مسيرة الأعلام، الذي يشمل اقتحام الحي الإسلامي من باب العامود، وأعلنت حالة التأهب القصوى، ونشر ٢٠٠٠ جندي لتأمين المسيرة التي سيُشارك فيها وزير ما يسمى الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير ونواب كنيست آخرون.

وكانت الجماعة المتطرفة قدمت لأول مرة طلبًا رسميًّا من أجل إدخال "مسيرة الأعلام" إلى المسجد الأقصى المبارك من باب الأسباط مساء الخميس، ما يفتح الباب لردة فعل المقاومة الفلسطينية، وفق مختصين.

وقال الباحث في شؤون القدس ناصر الهدمي: إنّ مسيرة الأعلام هي احتفالات بدأت مع احتلال (إسرائيل) شرقي مدينة القدس، في أعقاب حرب حزيران/ يونيو 1967م، وهي احتفالية يهودية في ذكرى احتلال المدينة المقدسة كاملة.

وأوضح الهدمي لصحيفة "فلسطين"، أنّ الهدف من تنظيم مسيرة الأعلام كان تهيئة الأجواء للحصول على اعتراف (إسرائيل) بمدينة القدس عاصمة موحدة، وإظهار سيطرتها على المدينة المقدسة.

وبيّن أنّ المسيرة كانت تركز في بدايتها على اقتحام المدينة المقدسة من الجهة الغربية، عبر الدخول من باب الخليل وصولًا إلى ساحة البراق، وحوّلت سلطات الاحتلال مسارها بعد ذلك إلى باب العامود وبات المشاركون فيها يحملون الأعلام الإسرائيلية ويمارسون طقوسًا تلمودية ويقيمون الرقصات حول أبواب الأقصى في محاولة لفرض السيادة عليه.

وأضاف الهدمي أنّ المسيرة منذ يومها الأول لم تستطع فرض السيطرة والسيادة على المكان، التي يحول خلالها الاحتلال مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية بذريعة حماية المسيرة.

وشدد في المقابل على أنّ المقدسيين لن يتوانوا في التصدي للمسيرة، وسيفشلونها، كما نجحوا في ذلك عبر السنوات الماضية، داعيًا إياهم في الوقت ذاته إلى الرباط في المسجد الأقصى والبلدة القديمة، ولا سيما في بابي العامود والأسباط ورفع العلم الفلسطيني.

وقال إنّ الروح المعنوية للمقدسيين مرتفعة جدًّا، فهم يدركون أنّ خلفهم مقاومة أربكت الاحتلال وأجبرته على القبول بشروطها وظهر ذلك خلال معركة "ثأر الأحرار"، وأنّ "سيف القدس" الذي امتشقته الفصائل عام 2021 لن يغمد.

اقرأ أيضًا: غليان وتأهُّب في الشارع المقدسي قبيل "مسيرة الأعلام" ودعوات للرباط في الأقصى

ويقدر المختص بالشأن الإسرائيلي علي الأعور، أنّ مسيرة الأعلام "لن تمر بسلام كما هو مخطط لها، بل ستواجه بثورة مقدسية، وسيكون للمقاومة كلمتها فهي تضع القدس والمسجد الأقصى على سلم أولوياتها".

وتَوقّع الأعور خلال حديثه لصحيفة "فلسطين" أن تُغيّر سلطات الاحتلال مسار "مسيرة الأعلام" ولن تسمح لها باقتحام باحات المسجد الأقصى خشية من ردة فعل المقاومة في قطاع غزة، أو ثورة المقدسيين وسكان الضفة الغربية والداخل المحتل.

واعتبر أنّ معركة "ثأر الأحرار" وضعت معادلة جديدة في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي وسجلت انتصارًا كبيرًا للمقاومة وللشعب الفلسطيني، ما يربك الاحتلال ويجعله يخشى إقحام نفسه في مواجهة جديدة عنوانها القدس والأقصى. 

تغيير الموعد

في حين يُقدّر المحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات، أنّ تقديم سلطات الاحتلال موعد مسيرة الأعلام من يوم الجمعة إلى الخميس يؤكد خشيتها من ردة فعل المقاومة والمصلين والوافدين إلى المسجد الأقصى المبارك.

وقال عبيدات لصحيفة فلسطين"، إنّ رفع أعلام الاحتلال واقتحام البلدة القديمة في القدس عبر اقتحام باب العامود والتجول بالرقصات والاحتفالات حول أبواب الأقصى، محاولة إسرائيلية لفرض السيطرة والسيادة على المدينة المقدسة.

وأضاف عبيدات أنّ اقتحام المسجد الأقصى ورفع الأعلام الإسرائيلية من باب الأسباط لا المغاربة، يمثلان تطورًا خطيرًا وغير مسبوق وهي إحدى المحاولات الإسرائيلية للسيطرة على المنطقة الشرقية من الأقصى وفرض واقع جديد هناك.

واعتبر عبيدات أنّ معركة "ثأر الأحرار" ومن قبلها "سيف القدس" التي خاضتها المقاومة في عام 2021، دفاعًا عن القدس والمسجد الأقصى المبارك وأهالي حي الشيخ جراح، تربكان سلطات الاحتلال وتجعلانها تخشى من رد فعل المقاومة.