تشن سلطات الاحتلال الإسرائيلي حربًا على المسجد الأقصى المبارك والمعتكفين فيه، عبر الاعتداء عليهم وطردهم من داخل المسجد، ومنعهم من الاعتكاف في أيام شهر رمضان، بغية تهويده وفرض التقسيم الزماني والمكاني.
وأكدت المرابطة في الأقصى عايدة صيداوي، أن هجمة الاحتلال على المعتكفين المستمرة تهدف إلى إتاحة المجال لاقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى، وتأمين الاقتحامات الواسعة الأسبوع القادم.
وأشارت صيداوي لصحيفة "فلسطين" إلى قيام الاحتلال في الأيام الأولى من شهر رمضان، بمطالبة حراس المسجد الأقصى بإغلاق المصلى القبلي أمام المعتكفين وعدم السماح لهم بالصلاة.
وأوضحت أن المضايقات الإسرائيلية على المصلين والمعتكفين تبدأ بعد انتهاء صلاة التراويح، إذ تهاجم المصلين في المسجد القبلي، وتعتقل العشرات منهم وتخرجهم بالقوة.
ولفتت إلى أن هناك محاولات من بعض المصلين للاعتكاف ليلًا في المصلى القبلي لكنها تصطدم بإجراءات الاحتلال التعسفية.
وشدّدت صيداوي على أهمية الرباط والاعتكاف في الأقصى برمضان لتعزيز التواجد الفلسطيني في المسجد، قبيل الاقتحامات الإسرائيلية الواسعة.
اقرأ أيضاً: نائب أردني يطالب حكومته بطرد سفير الاحتلال وفتح باب الاعتكاف في الأقصى
وقالت المرابطة المقدسية هنادي حلواني: إن إجراءات الاحتلال التعسفية في رمضان تتطلب فتح أبواب الأقصى أمام المعتكفين؛ لإعماره والدفاع عنه.
وأشارت حلواني في تغريدة على "فيس بوك" إلى أن الاحتلال يشن حملة إبعاد مكثفة بحق المرابطين الذين دأبوا على إعمار المسجد الأقصى في رمضان وغيره، ما يعني ضرورة تعويض النقص الكمي والعددي على أبواب اقتحام المستوطنين في ما يسمى بـ"عيد الفصح".
صمام الأمان
بدوره أكد رئيس مركز القدس الدولي د. حسن خاطر أن الاعتكاف يُعد صمام الأمان الأساسي لمنع المستوطنين من اقتحام الأقصى في رمضان، "لأنه يعني تواجد أعداد كبير من المصلين داخل المسجد على مدار 24 ساعة".
وقال خاطر لصحيفة "فلسطين": إن "المستوطنين يراهنون على الاقتحامات في الصباح التي لا يتواجد فيها المصلين في الأقصى".
وأضاف: أن "سلطات الاحتلال لا تريد وجود معتكفين داخل المسجد الأقصى في أيام وليالي شهر رمضان، ويرد إفراغ المسجد لتسهيل اقتحام المستوطنين لباحات الأقصى".
وأوضح أن الاحتلال يريد تكريس أن المسجد الأقصى مفتوح أمام المسلمين في أوقات الصلوات فقط، وليس في أي وقت، عبر فتح المسجد قبل الصلاة بعشر دقائق وإغلاقه بعدها.
وشدد خاطر على ضرورة بقاء المصلين في المسجد الأقصى والاعتكاف طيلة أيام شهر رمضان لمواجهة مخططات الاحتلال واقتحامات المستوطنين التي لا تتوقف.
وأشار إلى أن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس تخضع لـ"ابتزاز كبير" من شرطة الاحتلال، إذ تحاول الأخيرة فرض قرارات ومواقف سياسية ليس لها علاقة بمنطق الإسلام والعبادة.
وبين أن ابتزاز سلطات الاحتلال تجاه دائرة الأوقاف مستمر طيلة أيام العام، وليس في شهر رمضان، بهدف الحد من صلاحيات الأوقاف، وقمع حراس المسجد.
ولفت إلى أن وزارة الأوقاف سبق وخضعت العام الماضي لقرارات سلطات الاحتلال القاضية بمنع الاعتكاف داخل المسجد الأقصى، والاكتفاء بالاعتكاف في المصليات داخل البلدة القديمة.
وشدد خاطر على ضرورة عدم قبول دائرة الأوقاف لأي مطالب أو قرارات من الاحتلال هذا العام بمنع الاعتكاف داخل المسجد، وأن يكون لها موقف صلب وواضح إزاء ذلك.