فلسطين أون لاين

الناشطة "حمد": قرار الفصل انتهاك وتعدٍّ على العمل الوطني

تقرير فصل طلبة الكتلة.. استهداف يعكس خضوع إدارة النجاح لأمن السلطة

...
صورة أرشيفية
نابلس-غزة/ أدهم الشريف:

لم يكن قرار إدارة جامعة النجاح في نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، أول من أمس، فصل مجموعة من الطلبة تعسفيًّا الأول من نوعه، فقد لجأت في السنوات السابقة إلى هذا الأسلوب تحت ضغوط مارستها أجهزة أمن السلطة، وقوبل بردود فعل غاضبة.

وشمل قرار الجامعة الجديد مجموعة من طلبة الكتلة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة حماس، على خلفية إحيائهم الذكرى الـ35 لانطلاقة الحركة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
 

وطالت قرارات إدارة الجامعة 3 طلبة من الكتلة بقرارات فصل لعدة فصول، و4 آخرين بإنذارات بالفصل.

تدخل أمني

الطالب عز الدين ريحان أحد المفصولين، استغرب بشدة لجوء إدارة الجامعة إلى اتخاذ قرار فصل بحقه، واثنين من زملائه.

ويدرس ريحان تخصص علم الحاسوب مستوى رابع، يقول لصحيفة "فلسطين": لم نتوقع إطلاقًا لجوء إدارة الجامعة إلى اتخاذ قرارات بفصلنا تعسفًا، منبهًا على وصول رسائل عديدة إلى الطلبة المفصولين، بأنّ ضغوطات مارستها أجهزة أمن السلطة أدت إلى اتخاذ هذه القرارات، بعد مجالس الضبط التي أقرتها الإدارة في أعقاب المسير الطلابي الوطني.

اقرأ أيضًا: ممثل الكتلة الإسلامية بجامعة النجاح: تهديدات السلطة لن ترهبنا عن مواصلة فعالياتنا

وأكد ريحان في حديث لصحيفة "فلسطين" الرفض الشديد لتدخل أمن السلطة في عمل إدارات الجامعات والأنشطة الطلابية، عادًّا قرارات الفصل انتهاكًا لحقّ الطلبة الذين لم يخالفوا دستور الجامعة بالفعاليات التي أقاموها في ذكرى انطلاقة حماس.

وأوضح أنّ المفصولين رفعوا طلبات استئناف إلى إدارة الجامعة، وهم بانتظار قرارها الأخير، وفي حال عدم استجابتها لأُمنية الطلبة بالعودة إلى مقاعد الدراسة، سيبدؤون خطوات احتجاجية قانونية ونقابية.

من جهته قال رئيس تجمع الكل الفلسطيني د. بسام القواسمي: إنّ قرارات الجامعة لطالما كان لها علاقة بمعايير سياسية، فهي مخالفة للقانون الأساسي الفلسطيني الذي يكفل حق الانضمام للكتل والنقابات والاتحادات، والتعبير عن الرأي، والانتماء إلى الأحزاب السياسية.

وأضاف القواسمي في حديث لـ"فلسطين" أنّ النظام الأساسي الفلسطيني قائم على التعددية السياسية، لذا يجب احترام جميع السلطات والهيئات هذه التعددية، مؤكدًا أنّ سياسة الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية تأتي بناءً على توصيات أمنية أو بسبب أنشطة سياسية ونقابية ومهنية، وهذا مرفوض سياسيًّا ووطنيًّا وأخلاقيًّا وقانونيًّا.

وكانت أجهزة أمن السلطة قد نفّذت حملة اعتقالات في أغسطس/ آب 2022، طالت طلبة من جامعة النجاح.

انحياز إلى الفساد

من ناحيته، قال القيادي في حركة حماس مصطفى أبو عرة: إن معاقبة طلبة الكتلة؛ بسبب نشاطهم الطلابي داخل جامعة النجاح، احتفالًا بذكرى انطلاقة حماس، "تساوق مع الهجمة الشرسة من أجهزة أمن السلطة ضد شباب الكتلة في جامعات الضفة، إذ تلاحقهم وتعتقلهم وتعذبهم، ولا يزال العشرات منهم في زنازينها".

ورأى أبو عرة في تصريحات صحفية، اتخاذ الجامعة قرار الفصل "دليلًا واضحًا على عدم حياديتها، بل انحيازها إلى الفساد الذي تقترفه السلطة والأجهزة الأمنية".

وعدت الناشطة السياسية سمر حمد قرار جامعة النجاح فصل طلبة الكتلة الإسلامية، ومعاقبتهم "مؤسفًا، ومدانًا"، وتعاملًا بمنطق الأمن؛ بسبب نشاطهم السياسي والوطني، مؤكدة أنّ العمل الوطني الجامعي من حق الطلاب أيًا كانت انتماءاتهم، ولا يجوز التعدي على حقوقهم.

اقرأ أيضًا: وقفة طلابية بجامعة النجاح للمطالبة بإجراء الانتخابات في موعدها

وشددت حمد في تصريح لها على أنّ فصل الطلاب بذريعة عملهم الوطني غير مقبول، مطالبة جامعة النجاح بالتراجع عن قرارها التزامًا بميثاق الشرف الوطني، وحفاظًا على هامش حرية العمل الوطني الحر.

وأشارت إلى أنّ الجامعات ساحة للجيل الشاب، ليعبّروا عن انتمائهم للوطن، ويمارسوا وطنيتهم بكل الألوان والمكونات الفلسطينية.

وفي منشور على صفحته في "فيسبوك"، كتب السياسي ياسين عز الدين: "واضح أنّ إدارة الجامعة لم تتعلم من دروس الماضي القريب، وما زالت تعتقد أنّ الجامعة مزرعة للأجهزة الأمنية، ويبدو أنه لا مناص من مقاطعة الجامعة وعدم التسجيل فيها".

واستنكرت الكاتبة لمى خاطر فصل جامعة النجاح عددًا من طلبتها، وتوجيه إنذارات إلى آخرين، على خلفية مشاركتهم في نشاطات وطنية مشروعة.

وكتبت في منشور على حسابها في "فيسبوك": "جامعة النجاح تسمي نفسها جامعة النجاح الوطنية، لكنها تصدر قرار فصل لعدد من طلبتها، وتوجه إنذارات إلى آخرين على خلفية نشاطاتهم الوطنية، وليس بسبب تجاوزات أو سوء تحصيل، تمامًا مثل السلطة التي تهيمن أجهزتها على الجامعة، وتسمي نفسها أيضًا (وطنية)، لكنها تقارف كل ما ينتهك المعايير الوطنية ويسيء لها".