فلسطين أون لاين

تقرير عدي التميمي.. نموذج للفلسطيني المقاتل حتى الطلقة الأخيرة

...
الشهيد عدي التميمي - أرشيف
غزة/ محمد أبو شحمة:

في وقت انشغلت أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي بالبحث عنه عقب تنفيذه عملية حاجز مخيم شعفاط في القدس المحتلة، كان المقاوم عدي التميمي يُخطّط للانقضاض على جنود الاحتلال ومستوطنيه، ليُنفّذ عملية جديدة قرب مستوطنة "معاليه أدوميم" شرقي القدس.

وأظهر مقطع فيديو بسالة استثنائية للبطل التميمي وهو يخوض اشتباكًا بمسدس مع جنود الاحتلال وحراس أمن المستوطنة، وعلى الرغم من إصابته برصاصات عدة، واصل إطلاق النار، وخاض اشتباكًا ملحميًّا بطوليًّا، قبل أن تنفد ذخيرته، ويرتقي شهيدًا.

ونجح التميمي في الاختفاء مدة 12 يومًا، بعد تنفيذه عمليته الأولى عند حاجز شعفاط، وقتل مجندة بجيش الاحتلال، وإصابة جنديين حالة أحدهما خطرة، ثم الانسحاب من وسط الحاجز المدجج بالجنود والتحصينات العسكرية.

ويعيد مشهد اشتباك الشهيد التميمي (22 عامًا)، إلى الأذهان قوة واحترافية الشهيد ضياء حمارشة، الذي نفّذ عملية "بني براك" قرب (تل أبيب) في مارس/ آذار الماضي، وأدت إلى مقتل 5 إسرائيليين، وإصابة آخرين، والشهيد رعد خازم الذي نفّذ عملية "ديزنغوف" في (تل أبيب)، في أبريل/نيسان الماضي، وقتل إسرائيليين وأصاب 14 آخرين.

وقال الكاتب والمحلل السياسي، عبد الله العقاد، إنّ الشهيد عدي ورفاقه أصبحوا ماركة فلسطينية مسجلة للشجاعة حتى النفس الأخير، والإقدام حتى آخر رصاصة، في مواجهة الاحتلال وجنوده.

وأشار العقاد لصحيفة "فلسطين"، إلى أنّ هذه الروح الفدائية المقدامة التي أظهرها عدي وغيره من الشهداء خلال تنفيذ العمليات والاشتباكات مع جنود الاحتلال على الحواجز، ستُذكر مع كل بطولة.

وأضاف: "هذا الجيل الفلسطيني تراكمت عليه خبرات الثائرين الأولين فكانوا خير من خضرمتهم الثورة، حتى وجدنا هذا في عدي والرعد والنابلسي وقائمة كبيرة ومتواصلة من الشهداء".

وبيَّن أنّ الجيل الفلسطيني الحالي سيحسم الصراع، وسيعمل على مواجهة الاحتلال، ورفض مشاريع التسوية.

وأعرب العقاد عن اعتقاده بأنّ جيش الاحتلال سيستخدم الإجرام والغطرسة في مواجهة الشبان الثائرين، ولكنّ ذلك سيعمل على زيادة فاعلية العمل المقاوم واتساعه.

من جانبه، رأى رئيس معهد فلسطين للدراسات الإستراتيجية رامي الشقرا، أنّ الشهيد التميمي يُعبّر عن الحالة الأصيلة للشعب الفلسطيني، الذي لم تُدجّنه سنوات من التغريب وصناعة الفلسطيني الجديد.

وقال الشقرا لصحيفة "فلسطين": "بدأنا نشهد نموذجًا من العاصمة القدس، في تعبير واضح عن مدى قوة الشباب الفلسطيني الصاعد الذي يتمترس خلف "سيف القدس"، ويعطي مثالًا خلّاقًا وقدوة يُحتذي بها ستكون كلمتها هي العليا في ميدان المواجهة المستمرة والدائمة في مقارعة الاحتلال".

ولفت إلى أنّ المرحلة القادمة ستشهد مزيدًا من بطولات الشبان، وتطورًا في الأساليب والقوة في مواجهة الاحتلال.

وبيَّن أنّ الاحتلال لن يستطيع في أفضل أحواله مواجهة الشباب بالضفة والقدس، خاصة أنّ واقعه السياسي يعيش في حالة من التخبط والفشل الأمني.

أما الكاتب والمحلل السياسي بكر الشيخ عيد، فقد رأى أنّ الشهيد التميمي يُعدُّ نموذجًا للمقاتل الفلسطيني الذي لا يخشى الاحتلال ويقاتل حتى آخر طلقة.

وقال الشيخ عيد لصحيفة "فلسطين": إنّ "بطولات الشعب الفلسطيني لم تتوقف وهي مستمرة منذ وجود هذا الاحتلال، والتاريخ خلَّد أسماء الكثير ممَّن حقَّقوا خسائر في صفوف الاحتلال".

وأضاف أنّ الشهيد التميمي سيعطي الشبان القوة لتنفيذ عمليات خلال المرحلة القادمة ضد أهداف إسرائيلية، خاصة أنّ هناك حملة احتفاء واسعة بين الشبان بما قام به.