فلسطين أون لاين

تعتقله السلطة منذ 28 يومًا

علاء غانم.. محررٌ يوقد شمعة ميلاده بين قضبان "مسلخ أريحا"

...
المعتقل السياسي في سجن أريحا علاء غانم
قلقيلية-غزة/ يحيى اليعقوبي:

للمرة الثالثة يمر تاريخ ميلاد علاء غانم الذي وافق 28 يونيو/ حزيران وهو مغيبٌ خلف القضبان، مرتين، وهو أسير لدى الاحتلال الإسرائيلي، وفي هذه المرة لدى السلطة، فبدلًا من أن يوقد شمعة ميلاده الرابعة والثلاثين بين عائلته وذويه، توقد شمس أريحا لهيبها داخل زنزانته الضيقة في السجن، وتزيد الرطوبة من جحيم الاعتقال وظروفه.

اعتقل علاء في السابع من يونيو/حزيران الماضي، مع أكثر من 14 معتقلًا وجميعهم أسرى محررون، يعذَّبون في قضية ما يعرف "انفجار منجرة بيتونيا" الذي وقع في 6 حزيران/ يونيو على حسب تحقيقات السلطة، التي يُشكّك في نتائجها الكثيرون.

شقيقه بهاء يفنّد لصحيفة "فلسطين" مُسوّغات اعتقال علاء، مؤكدًا أنه لا يعمل بالمنجرة التي ادّعت السلطة حدوث انفجار فيها وحفر نفقٍ بداخلها، إذ يعمل برفقة أحمد هريش بمعرض أدوات مطاعم وفنادق، ناقلًا عن شهود عيان أن الصور المنشورة على أنها لنفق هي في الحقيقة تعود لمدخل حفرة امتصاصية بعيدة عن المنجرة.

قلق على مصيره

يقول بهاء غانم لصحيفة "فلسطين": "إننا كعائلة لم نعلم أيّ شيء عن أخي طيلة ثمانية عشر يومًا من اعتقاله وتغييبه، حتى المحامي لم يستطِع الحديث معه، الأمر الذي أقلقنا على مصيره".

وأضاف: "اعتقدنا أنه قد مات أو حصل له مكروه من شدة التعذيب والضرب، إلى أن عقدت جلسة محاكمة له وأخبر القاضي أنه لم يتعرض لتعذيب وتحدث معنا هاتفيًّا بعد ذلك مرتين وطلب منا الاطمئنان إليه".

بهاء غانم، هو أسير محرر واعتقل لدى السلطة، ولا يستبعد أن يكون هناك ضغط من أجهزتها الأمنية على شقيقه أجبرته على إدلاء تلك الاعترافات حتى لا تثار قضيته في الرأي العام.

وشدّد على أنّ "مُسوّغات الاعتقال باطلة، وأنّ التهمة المُوجّهة إليه "بحيازة سلاح" غير قانونية، لكون أجهزة أمن السلطة فتشت العديد من بيوت العائلة ولم تجد دليلًا على ذلك".

ورغم أنّ محامي غانم يتقدم كل يوم بطلب إخلاء سبيل لعدم وجود أدلة ومُسوّغ قانوني لاستمرار اعتقاله، فإنّ النيابة ترفض، وهو ما يزيد من صعوبة وظروف اعتقال أخيه.

وتابع: "الآن هو في عزل انفرادي في أريحا، وقد يتصالح المعتقل السياسي مع الزنزانة رغم ضيقها، وقد يصبر على تعذيبه، لكن يتأثر بشدة عندما يسمع تعذيب زميل أو صديق له وهو يصرخ ويتألم من شدة التعذيب".

حوادث اعتقال دموية

"الرطوبة في أريحا ودرجة الحرارة لا تطاق، عندما ذهبنا للمحكمة ورغم أننا جلسنا في مكان به تبريد، شعرنا بحرارة الأجواء، وأطفالنا اختنقوا منها، فما بالك بشخص الآن في زنزانة حديدية، إضافة للحالة النفسية معزولًا عن الناس، وتهديده كل دقيقة وساعة" والكلام لشقيقه.

تناوبت مخابرات ووقائي السلطة في قلقيلية التي يسكنها علاء، مع مخابرات رام الله على اعتقاله، وجيش الاحتلال الذي اعتقله 22 شهرًا متواصلًا ليس بعيدًا عن الصورة، إضافة للاستدعاءات فأخرت، وفق شقيقه، دراسته لتخصص الكيمياء في جامعة أبو ديس لثلاث سنوات.

تحتفظ ذاكرة بهاء، بأكثر حوادث الاعتقال "دموية" التي تعرض لها شقيقه على يد السلطة وكانت عام 2010، يستذكر: "اعتُقلت معه ومكثت 37 يومًا، لكنّ أخي استمر في الاعتقال لنحو ثلاثة أشهر في حملة شنّتها السلطة على كوادر طلبة الكتلة بالجامعة".

ويطالب غانم السلطة بالإفراج عن شقيقه، لأنّ إبقاء اعتقاله لا يُرضي أحدًا وهو إجراء غير قانوني يخدم الاحتلال ويزيد الانقسام، متسائلًا "إن كانت السلطة تهدف لخلق عدو داخلي تحشد فيه صفوف فتح، باعتقال وتلفيق تهم لأسرى محررين ذاقوا الويلات عند الاحتلال!".