خطف الطالب معتصم زلوم الأنظار في مشهد لا يتجاوز بضع دقائق خلال مناظرة انتخابية عُقدت أول من أمس، على هامش الدعاية الانتخابية لمجلس اتحاد الطلبة في جامعة بيرزيت، وسط الضفة الغربية المحتلة، ما دفع قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى اعتقاله وعدد من زملائه.
وزلوم (23 عامًا) منسق الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت، وبرز خلال المناظرة الانتخابية في استعراض برنامج كتلته، ورؤيتها الأكاديمية والنقابية في خدمة الطلبة، إلى جانب عدد من القضايا السياسية والوطنية والاجتماعية.
ولاقت كلمات "زلوم" خلال المناظرة تفاعلًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث هاجم "التنسيق الأمني" واعتقال المقاومين، وحصار غزة.
وزلوم أسير محرر، أفرج عنه في نوفمبر الماضي، بعد اعتقال استمر 12 شهرا، وغرامة مالية قيمتها ألفا شيقل.
وأعرب طلاب ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، عن تضامنهم مع "زلوم" وزملائه المعتقلين، داعين لاحترام حرية الرأي والتعبير وإطلاق سراحهم فورا.
ورأى الطالب في الجامعة الإسلامية عبد الله أبو عيشة، في منشور على حسابه بـ"فيس بوك"، أن اختطاف نشطاء الكتلة الإسلامية من شأنه زيادة الحشد والانحياز لمشروع المقاومة والتحرير، داعيًا للضغط على الاحتلال لإطلاق سراحهم.
وكتب الناشط كرم شاويش على منشور على صفحته: "مناظرة بيرزيت أفضل شيء بالوطن، بس للأسف ثمنها غالي على البعض، ربنا يفك أسركم ويتقبل منكم".
وقال الطالب حسني الزقزوق: "إن المناظرة شهدت تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، داعيًا لاحترام حرية التعبير وكشف الحقائق التي لا تغطى بغربال".
وفي السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، "إن المناظرة المثيرة بين ممثل الكتلة وبين ممثل الشبيبة، كالعادة تفوق بها منطق المقاومة".
وأضاف الزعاترة في تغريدة، أن منطق "التنسيق الأمني" إلى زوال، داعيًا للإفراج عن نشطاء وكوادر الكتلة الإسلامية.
من جهته قال الناشط الطلابي محمد عليان، إن الكتل الطلابية الممثلة للفصائل تقوم بإحياء برامجها الانتخابية بفعاليات تحاكي أنشطة المقاومة ورموزها بشكل رمزي دون استخدام أسلحة حقيقية.
وقال عليان لـ"فلسطين": إن الكلمات القوية والرنانة التي خرجت من حناجر نشطاء الكتلة أرعبت الاحتلال مما دفعه لاختطافهم واعتقالهم، مؤكدًا أن كل ما يحمله الطلاب هو عبارة عن كلمات تعبر عن رأي الشارع والطالب الفلسطيني".
ولفت إلى "أن نشطاء الكتلة لن يكلوا ولن يملوا في قول الحق وكشف الحقائق، رغم الملاحقات المستمرة من الاحتلال وأعوانه"، مشددًا على ضرورة دعم الطلاب في قضاياهم الوطنية.
ودعا عليان، السلطة في رام الله إلى تطبيق نموذج انتخابات الجامعات على الساحة السياسية الفلسطينية، والذهاب إلى انتخابات شاملة، والخروج من الحالة الفلسطينية مما هي عليه الآن من ضعف وتفرد.
وتحظى انتخابات جامعة "بيرزيت" بمتابعة رسمية وفصائلية وشعبية واسعة، حيث تعد انعكاسًا لتوجهات الشارع الفلسطيني، بحسب مراقبين.