فلسطين أون لاين

تحليل: ما هو المطلوب فلسطينيًا لمواجهة مخطَّط ترمب لتهجير سكان قطاع غزَّة؟

...
تحليل: ما هو المطلوب فلسطينيًا لمواجهة مخطَّط ترمب لتهجير سكان قطاع غزَّة؟
غزة/ عبد الرحمن يونس - فاطمة العويني

اتفق محللون سياسيون على أن المخطط الأخير الذي طرحه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، والذي يهدف إلى إفراغ قطاع غزة من سكانها، يمثل محاولة لإنهاء القضية الفلسطينية، مؤكدين ضرورة مواجهته بخطوات موحدة.

وأوضح المحللون في أحاديث منفصلة مع "فلسطين أون لاين" أن المخطط الأمريكي يُعد خطيرًا للغاية، وشكلًا من أشكال التطهير العرقي الذي يتنافى مع القوانين والمواثيق الدولية.

ويهدف المخطط، الذي طرحه ترمب مطلع فبراير الجاري، إلى تهجير نحو مليوني فلسطيني من قطاع غزة، مع تصور لإعادة تطوير المنطقة تحت الاحتلال الأمريكي. ووصف ترمب خطته بأنها خطوة نحو تحقيق الاستقرار الإقليمي، متصورًا تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".

الفراغ السياسي وتداعياته

وأكد المحلل السياسي سليمان بشارات على ضرورة معالجة عدد من القضايا الأساسية في المشهد الفلسطيني، مشددًا على أهمية إنهاء الفراغ السياسي والإداري في قطاع غزة، والذي قد يُستغل من قبل الأطراف الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأوضح بشارات أن استمرار هذا الفراغ قد يفتح الباب لتدخلات خارجية غير مقبولة فلسطينيًا، مما يعزز أجندات لا تخدم القضية الفلسطينية. وشدد على أن التوافق الفلسطيني بات أمرًا ملحًا، خاصة بعد مرور أكثر من 17 عامًا على الانقسام.

وأشار إلى أن الظروف الراهنة لم تعد تحتمل المماطلة، حيث أصبح توحيد الصف الفلسطيني ضرورة حتمية لمواجهة التحديات المتسارعة. وأضاف أن تجاوز الانقسام يتطلب تنازلات من جميع الأطراف، وتغليب المصلحة الوطنية على الحسابات الفئوية.

دعا بشارات إلى تشكيل شبكة ضغط فلسطينية-عربية-إسلامية-دولية للدفاع عن الحقوق الفلسطينية، مشيرًا إلى ضرورة تنسيق الجهود لمواجهة الرؤية الأمريكية-الإسرائيلية التي تسعى لفرض أجندتها على القضية الفلسطينية.

وأشار إلى التحولات في الوعي العالمي تجاه الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة، مؤكدًا إمكانية استثمار هذه التغيرات لصالح القضية الفلسطينية. كما لفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمر بمرحلة انكشاف، مما يوفر فرصة للفلسطينيين لتعزيز خطابهم السياسي وكسب المزيد من التأييد الدولي.

التحديات القانونية والأخلاقية

من جانبه، حذر الكاتب والمحلل السياسي معين نعيم من أن خطة ترمب تواجه تحديات قانونية وأخلاقية كبيرة، مؤكدًا أنها تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان.

وأوضح نعيم أن التهجير القسري للسكان يُعد جريمة ضد الإنسانية وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، ما يجعل هذه الخطة غير شرعية من الناحية القانونية والأخلاقية.

وشدد على أهمية تعزيز وحدة الصف الفلسطيني خلف الحقوق والثوابت الوطنية، والتمسك بالأرض كجزء لا يتجزأ من النضال الفلسطيني. كما أكد أن صمود الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، سيكون العقبة الأكبر أمام أي مخطط يستهدف حقوقهم التاريخية.

بدوره، رأى المحلل السياسي د. تيسير محيسن أن تصريحات ترمب تعكس رغبته في صنع إرث أسطوري، مشيرًا إلى أن تحقيق رؤيته بخصوص غزة يعد من "سابع المستحيلات". وأكد أن شعب غزة لن يتهجر من أرضه، وأن أمريكا لن تنجح في تحقيق ما فشلت فيه إسرائيل طوال سنوات الاحتلال.

وأضاف محيسن أن الثمن الذي حصل عليه نتنياهو من ترمب لإيقاف الحرب على غزة، يتمثل في السيطرة على قرابة 70% من أراضي الضفة الغربية، مما أغرى الطرفين بتحقيق أحلامهما بتهجير سكان غزة.

التعويل على الصمود الفلسطيني

أما المحلل السياسي محمد شاهين، فأكد أن تجذر الشعب الفلسطيني في أرضه سيفشل مخططات التهجير، مشيرًا إلى أن صمود المواطن الفلسطيني وثقافته المقاومة هما العاملان الرئيسيان لإفشال هذه الخطط.

وأشار شاهين إلى أن سياسة "العصا والجزرة" الأمريكية لن تنجح في تهجير مليون فلسطيني، مؤكدًا أن الأنظمة العربية لن تستطيع الانسياق وراء المخطط الأمريكي في ظل رفض الشعوب العربية الصارخ له.

وختم بالقول: "الشعب الذي صمد أمام مئات آلاف الأطنان من القنابل وقدم آلاف الشهداء لن يتزحزح عن وطنه".

المصدر / فلسطين أون لاين