كتب/خالد أبو زاهر:
ليس هناك ما هو أجمل من فرحة الفوز ونشوة الانتصار، وليس هناك ما هو أرهق وأصعب من العمل والجهد الذي يُبذل من أجل تحقيق مصلحة الوطن والمواطن في مختلف مجالات الخدمة الوطنية والمجتمعية.
فمن يكرس حياته من أجل وطنه ورياضته لا يُمكن إلا أن يحظى بثقة الشارع الرياضي أولاً، والفوز بقلوب المتابعين ثانياً، والحصول على المكافأة المعنوية لتتويج عمله الذي أنتج ثمار فكر وثقافة التضحية من أجل أغلى ما يملك.
ورياضتنا الفلسطينية التي مرت بمراحل صعبة على مدار قرابة 100 عام، عانت الكثير جراء الظرف العام والأوضاع غير المستقرة في فلسطين منذ العام 1948 وحتى ما قبل ذلك خلال فترة الانتداب والثورات الفلسطينية.
فقد عانت رياضتنا الفلسطيني عامة وفي غزة على وجه الخصوص من عدم اهتمام الشريحة الرسمية بالشكل المطلوب، إلى أن بزغ اسم الرياضي عبد السلام هنية، الذي أعاد الاهتمام بالرياضة بكافة عناصرها.
كما وتطور الإعلام الرياضي الفلسطيني خلال ربع القرن الماضي ليُصبح محظ اهتمام الشارع الرياضي، لا سيما بتحول الإعلام إلى نهج ومنهاج للمشاركة في عملية بناء الرياضة والرياضيين، فكانت النهضة الصحفية على مستوى الصحف والمجلات ومن ثم الإذاعات والمحطات التلفزيونية بما فيها جوانب التحليل والتعليق، وصولاً إلى المواقع الرياضية على الشبكة العنكبوتية وصولاً إلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وعشية بزوغ شمس العام الميلادي الجديد، كشف استفتاء موقع "دنيا الوطن"، عن أهمية شريحة الرياضيين بين شرائح المجتمع الفلسطيني، من خلال الاستفتاء السنوي الذي قال الشارع الرياضي الفلسطيني كلمته للتعبير عن مدى تقديره للجهد المبذول من الرياضيين الذي واصلوا الليل بالنهار من أجل خدمة وطنهم ومجتمعهم وقضيتهم العادلة.
وبعد كل هذه السنوات من العمل، يتربع عبد السلام هنية على عرش الاستفتاءات والجوائز كأفضل شخصية رياضية فلسطينية على الإطلاق، حيث أصبح منذ 12 عاماً اسماً له قيمته وبريقه ولمعانه على الساحة الرياضية الفلسطينية، فقد صنع نفسه بنفسه، فهو رجل عصامي اكتسح الحواجز والعوائق من طريقه لخدمة وطنه ورياضته بكل حب وانتماء وصدق، حيث لا يُذكر مشروع رياضي أو قفزة رياضية إلا ويُذكر معها اسمه، كونه صاحب كل مبادرات الدعم للحركة الرياضية.
أما المعلق هشام معمر، فهو أيضاً شاب عصامي اعتمد على موهبته في التعليق ليتخطى حدود الوطن إلى جمهورية مصر العربية للتعليق على أشهر بطولة دوري عربي على الإطلاق، حيث فاز بلقب أفضل مُعلق رياضي فلسطيني بالتنافس مع زملاء له ما زالوا يشقون طريقهم لتحقيق ما حققه معمر.
اليوم أصبح هشام معمر أول معلق فلسطيني يُعلق على الدوري المصري في ظل زحمة المواهب المصرية في هذا المجال والتي انتشرت في كل أصقاع العالم لتعليم التعليق والإطلالة بأصواتهم وأسلوبهم لإضفاء مزيد من الجمال على كرة القدم.
وقد واجه معمر الكثير من الصعاب حتى وصل إلى هذه المرحلة، لا سيما المرحلة الأخيرة التي فقد فيها والدته ومن قبله والدة زوجته، ولكنه تحمل وواصل مسيرته ليرفع اسم فلسطين والرياضة الفلسطينية في الفضاء العربي.
أما أنا العبد الفقير إلى الله الفائز بلقب وجائزة أفضل شخصية إعلامية رياضية فلسطينية للمرة الرابعة على صعيد هذا الاستفتاء، والمرة الـ15 في تاريخ عملي في ومختلف وسائل الإعلام المقروء والمرئي والمسموع، أستطيع أن أقول أن هذا اللقب ما هو إلا دافع لتحقيق المزيد في مشواري الإعلامي الممتد منذ 28 عاماً والرياضي الممتد منذ نصف قرن من الزمان، وأقول لكل من صوت لي ولكل من فاز بهذا الاستفتاء، شكراً لكم.. لقد منحتمونا القوة والعزيمة والفرحة، ونتمنى أن نكون دائماً عند حُسن ظنكم.