فلسطين أون لاين

لمواجهة جرائم المستوطنين

تقرير نشطاء يسخرون من إعلان السلطة تركيب "شبابيك حماية" في برقة

...
مواجهات في برقة
نابلس-غزة/ محمد أبو شحمة:

 

أثار إعلان أجهزة أمن السلطة بالضفة الغربية المحتلة تركيب "حماية حديدية" لشبابيك بيوت أهالي برقة شمال مدينة نابلس، لحمايتهم من جرائم المستوطنين، حالة سخرية واسعة بين صفوف المواطنين من الحالة التي وصلت لها السلطة وأجهزة أمنها أمام جرائم الاحتلال ومستوطنيه.

واعتبر المواطنون والنشطاء إعلان جهاز الأمن الوطني نيته تركيب "حماية حديدية" لبيوت المواطنين أحد أشكال الإهانة لدور أجهزة أمن السلطة، وتهربًا من مهمتها الأساسية وهي حماية الوطن والمواطن من جرائم المستوطنين.

وقال الناشط في المقاومة الشعبية بمدينة نابلس مجدي حمايل إن السلطة وأجهزة أمنها لا تمتلك أي إرادة لحماية الشعب الفلسطيني، كون الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال تمنعها من ذلك، لافتا إلى أن إعلان جهاز الأمن الوطني تركيب "حماية حديدية" لبيوت المواطنين في برقة يعد تراجعا وليس تقدما في حماية أهالي البلدة، كون ذلك يحبس الناس داخل بيوتهم في انتظار المستوطنين، دون إجراء أي خطوات لردعهم.

وأكد حمايل في حديث لصحيفة "فلسطين" أن المطلوب من السلطة وأجهزة أمنها ليس تركيب "حماية حديدية" لبيوت المواطنين بل تبني المقاومة الشعبية، وتعميم نموذج بلدة "بيتا" الذي نجح أهلها في ردع المستوطنين والاحتلال.

وتوقع مواصلة المستوطنين جرائمهم واعتداءاتهم بحق أهالي بلدة برقة، بعد خطوة السلطة، والتشجع أكثر لإلقاء الزجاجات الحارقة على بيوت المواطنين.

وقال الناشط في المقاومة الشعبية عبد الغني دويكات: إن تأمين المواطنين من المستوطنين لا يكون بهذا الشكل، ولكن من خلال التضحية ووقف تهديدهم عبر وسائل مقاومة شعبية مختلفة، كما فعل أهالي بلدة "بيتا"، إذ ارتقى منهم الشهداء لمقاومة الاحتلال ومستوطنيه.

وأوضح دويكات في حديث لـ"فلسطين" أن الدعم الحقيقي المطلوب من السلطة وأجهزة امنها ليس تركيب "شبابيك حماية" ولكن إسناد المواطنين في الوقوف على أرضهم ومواجهة المستوطنين، ومنعهم من الوصول إلى البيوت والأراضي الزراعية.

وبين أن أهالي برقة بحاجة إلى تطبيق نموذج بلدة "بيتا"، وتنفيذ كل أشكال المقاومة الشعبية بدعم رسمي حقيقي وفاعل على الأرض.

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، ضجت حالة من السخرية على خطوة أجهزة أمن السلطة، وسط مطالبات بتشكيل حماية حقيقية للمواطنين لردع المستوطنين.

ورأى الناشط سامي أبو زكار إعلان أجهزة أمن السلطة تركيب "حماية حديدية" لبيوت برقة "مهمة غريبة"، وكتب عبر حسابه في "فيسبوك": "غريبة هي مهنة الأجهزة الأمنية، إما بنشرجية أو حدادين أو أي مهنة أخرى إلا حماية المواطن الفلسطيني بالسلاح".

وكتب الناشط صبحي أبو الحصين، بسخرية: "أضخم عملية لقوات الأمن الوطني لمواجهة وصد المستوطنين الصهاينة المعتدين على قرية برقة".

وغرد الناشط أحمد عامر: "إن تركيب حماية الشبابيك الحديدية، ليست مهمة جهاز الأمن الوطني، ولكن كان يجب إعطاء تلك المهمة لمؤسسات مدنية كالبلديات أو جمعيات حماية الأسرة".

وسخر الناشط خالد المصري من خطوة السلطة، وكتب في تغريدة عبر حسابه في "تويتر": "هناك في الجيوش سلاح دبابات وسلاح مشاة، بس أول مرة أسمع عن سلاح شبابيك".

وطالبت سلوى الخطيب السلطة بترك أهالي برقة وعدم تقديم تلك المساعدات لهم، كونهم لم يتقدموا منذ بداية هجمات واعتداءات المستوطنين على حمايتهم، معتبرة أن تلك المساعدة إهانة لتضحيات أهالي البلدة.

ويخطط المستوطنون للعودة إلى البؤرة الاستيطانية المخلاة عام 2005 والاستقرار فيها، ويشنون جرائم بحق المواطنين لترهيبهم والاستيلاء على أراضيهم.

وشهد الأسبوع الماضي تصعيدا في اعتداءات المستوطنين على عدد من القرى الفلسطينية بمحافظة نابلس.

ويتوزع نحو 666 ألف مستوطن في 145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية بالضفة الغربية والقدس المحتلتين.