فلسطين أون لاين

تقرير "الركن الشديد".. نواة جيش فلسطيني موحد وتثبيت سياسة الردع

...
غزة - جمال غيث

أظهرت فصائل المقاومة بقطاع غزة حالة من الانسجام الكبير في خططها العسكرية، وجهوزيتها لرد أي عدوان إسرائيلي، خلال مناورات "الركن الشديد 2" التي اختتمتها أول من أمس، بعد 4 أيام من التدريبات المشتركة كانت أشبه بتشكيل نواة جيش فلسطيني قوي وموحد، وفق مختصين.

وأكد المختصان لصحيفة "فلسطين" أن المقاومة بغزة قادرة على اختراق المنظومة الأمنية للاحتلال وتنفيذ عملياتها بجدارة، وأن الجدار العائق "التحت أرضي" حول القطاع، لن يحميه من ضرباتها وأسر الجنود.

طريق التحرير

وبين الخبير الأمني عبد الله العقاد أن مناورة "الركن الشديد 2" حملت عدة رسائل للاحتلال، بأن المقاومة ستواصل نهجها في الرد على جرائمه ولجم عدوانه، معتبرا الإجراءات الهندسية والجدران التي شيدها على حدود القطاع "بيعًا للوهم" للمستوطنين، وأنها لن تحمي جنوده من الأسر وأمنه من التهديد.

وأكد العقاد أن المقاومة تثبت في كل مرة قوتها وتغلبها على الاحتلال الذي يمتلك الأدوات والوسائل التكنولوجية المتطورة، وقد تعرض جنوده للإصابة والقتل والأسر، لافتا إلى أن الجدار العائق حول القطاع لم تكن له أهمية في معركة "سيف القدس" في مايو/ أيار الماضي، إذ إن المقاومة كانت تمتلك العديد من الأفكار والمبادرات لتجاوزه.

ونبه إلى أن إجراء مناورة "الركن الشديد 2" الكبرى في المكان الذي درب به آسرو الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، جاء لتأكيد مواصلة المقاومة نهج أسر الجنود لتحرير الأسرى.

وقال: "إن المقاومة استطاعت بناء نواة جيش قوي من خلال وحدة الفصائل وتشاركها في تنفيذ عمليات هجومية ودفاعية"، لافتا إلى أنها أثبتت في المناورة وحدتها وتراكم قوتها، وفشل الاحتلال في تحقيق أهدافه بإضعافها، وخاصة أنها جاءت بعد معركة "سيف القدس".

نقطة الصفر

وأفاد الباحث في الشأن الإستراتيجي والعسكري رفيق أبو هاني بأن المقاومة أرسلت للعالم والاحتلال "رسائل من نار" أنها قادرة على لم شمل الكل الفلسطيني في إستراتيجية واحدة يشارك بها الجميع خلف خيار المقاومة.

وأكد أبو هاني أن الاحتلال فشل في تفتيت قدرات المقاومة التي راكمتها طيلة السنوات الماضية، إذ إنها تواصل رسالة تثبيت الردع، وتحذر من أن تشديد الحصار وخنق شعبنا والتهديد بشن عدوان على القطاع سيدفعها لمعركة جديدة.

وأضاف أن المقاومة تبنت إستراتيجية الهجوم والمباغتة وتحديد "نقطة الصفر" وبدء ونهاية المعركة، وهو ما يشكل نقطة فارقة في الصراع مع الاحتلال، مدللا على ذلك بما حدث في معركة "سيف القدس" التي خاضتها المقاومة دفاعا عن القدس والمسجد الأقصى.

ورأى تزامن مناورة "الركن الشديد 2" مع احتفال الاحتلال بانتهاء تشييد الجدار "التحت أرضي" حول القطاع، رسالةً بأن هذا الجدار لن يحمي المحتل ومستوطنيه، وأن الاقتحامات الفوقية والتحتية التي شملتها المناورة تدلل على أن المقاومة لديها من الخطط والقوة لاجتياز الحصون.

وأشار إلى أن الاحتلال تابع بدقة مناورة "الركن الشديد 2" والرسائل التي أرسلتها المقاومة من خلالها، وتأكيد قدرتها على تجاوز المنظومة الأمنية الإسرائيلية رغم أنها جاءت تحت أعين الاحتلال ومراقبة طائراته التي تجوب سماء القطاع.

photo_٢٠٢١-١٢-٣٠_١١-٢٢-٢٦.jpg


photo_٢٠٢١-١٢-٣٠_١١-٢٢-٢٧.jpg


photo_٢٠٢١-١٢-٣٠_١١-٢٢-٢٨.jpg