فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

الشعب الفلسطيني.. إبداعٌ يملأ الآفاق

...
صورة أرشيفية
عواصم/ هدى الدلو:

في مشارق الأرض ومغاربها طافت بصمات الشعب الفلسطيني في السياسة والإعلام والفن والرياضة والأدب والطب والاختراعات والابتكارات والتعليم والدراسة والتكريم، ووحّد الإبداع أبناءه، رغم محاولة الاحتلال والاستيطان تفريقهم.

لم يترك الشعب الفلسطيني مجالًا إلا وأحرز أهدافًا في مرماه، وحصد أبناؤه الجوائز رغم كل الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تحيط بهم.

وبلغ عدد المبدعين الذين أُحصوا -وفقًا لما نشرته مؤسسة العودة الفلسطينية بالتعاون مع وكالة صفا- 85 فلسطينيًّا، منهم سبعة مبدعين في المجال الوطني والسياسي بنسبة 8.23%، وفي المجال الإعلامي والفني 12 مبدعًا بنسبة 14.12%، وفي المجال الرياضي سبعة مبدعين بنسبة 8.23%، وفي المجال الأدبي أربعة مبدعين بنسبة 4.71%، وفي المجال الطبي عشرة مبدعين بنسبة 11.76%.

وفي الاختراعات والابتكارات 12 مبدعًا بنسبة 14.12%، وفي المجال التعليمي والدراسي 12 مبدعًا بنسبة 14.12%، وفي التميز والتكريم والجوائز 22 مبدعًا بنسبة 24.71%.

ومن المبدعين الفلسطيني نادر منهل حاج عمر اللاجئ في مخيم اليرموك بسوريا، ومقيم حاليًّا في مدينة إيسن -الألمانية، يعرب عن اعتزازه بـ"كتارا" منارة ثقافية للأدب خلال 2021، ويأمل متابعة مشروعه الأدبي، وأن ينجز كل الروايات التي في رأسه، ويرجو أن يجد من يقرأ له.

الكاتب الذي يحمل شهادة الهندسة المدنية منذ عام 1984 قدم أول قصة مكتوبة في عام 1973 إلى مدرس اللغة العربية في إعدادية المالكية بمخيم اليرموك، وهي قصة بوليسية، متأثرًا بالجو السائد آنذاك بين أبناء جيله، كانت القصة مؤلفة من 55 صفحة في دفتر التلميذ.

وكتب حاج عمر بعض الشعر، لكن الرواية كانت هاجسه، وأجرى محاولات عديدة، بعضها لم يتمها، وبقيت أوراقًا، أو دفاتر مجموعة في أمكنة مخصصة في مكتبة بناها على مدار ما يزيد على 30 عامًا.

يتحدث الروائي حاج عمر لـ"فلسطين" عن عمله الأدبي الصادر في يونيو 2020، بالإشارة إلى ظروف وطنية وإقليمية معقدة تعصف بالقضية الفلسطينية، إذ يشكل استهداف المكون الثقافي الفلسطيني إحدى أهم إستراتيجيات النيل منها.

ويقول: "مدن الضجر، مساهمتي الممكنة، وقطعة صغيرة في المكوِّن النضالي الثقافي، هي ثمرة جهود فكرية وروحية وعذابات، هي حكاية الغربة في الغربة، وحكايات الإنسان العادي في نضاله المستمر في متاهات الشرق".

ويشير إلى أن من إنتاجاته الأدبية لعام 2020 رواية مدن الضجر، وفي 2021 كانت رواية حورية في الجحيم، وأنتج رواية أخرى وهي قيد الطباعة والنشر خلال الربع الأول من العام الجديد.

وقد أعطته جائزة كتارا دفعة معنوية كبيرة أوصلته سريعًا إلى قطاع واسع من القراء، فيطمح إلى إنجاز مشروع أدبي بإصدار عدد من الروايات بدأ الإعداد لها.

والطبيب حسن عبد الخالق عصفور سجل قصة نجاح في تعديله على النظرية الطبية المعمول بها منذ 20 عامًا، ضمن بحثه "مسار إشارات (BMP) الخلوي مسؤول عن تكوين عضلات الأطراف"، لنيل درجة الدكتوراة من جامعة بفرنسا.

فهذا العمل المتواصل استمر مدة أربع سنوات، ليثبت أول مرة أن الخلايا الجذعية للعضلات منذ نشأتها وحركتها في الطرف النامي لديها معلومات مكانية تنظمها من خلايا جينات HOX)) المسؤولة عن الترتيب المكاني للخلايا في الجسم، ولإزالة تأثير الخلايا الجذعية للأنسجة الضامة على الخلايا الجذعية للعضلات.

وهذا الإنجاز ولد لدى عصفور طموحًا على المستوى الشخصي إلى مواصلة البحث في كل ما يمكن البحث فيه، وعلى المستوى الجمعي إلى العمل على توطين أساليب البحث والمعرفة العلمية الحديثة في فلسطين، ويشعر بالفخر بتضمين قائمة المبدعين الفلسطينيين لعام 2021 اسمه.

ويقول: "هذا الإنجاز الذي توصلت إليه أسس لي أرضية وشبكة علاقات واسعة في أماكن مختلفة، وانطلاقًا منها سأستمر في بناء جسور مع زملاء ومؤسسات بهدف تحقيق تعاون علمي وإنجاز أبحاث ذات قيمة كبيرة".

مشروع ملموس

والمهندسة ناديا الخطيب (24 عامًا) خريجة كلية تكنولوجيا المعلومات بالجامعة الإسلامية في غزة، قررت مسبقًا أن يكون مشروع التخرج تحديدًا ليس مجرد مشروع فقط، بل يجب أن يكون ملموسًا وحقيقيًّا، وكانت مصرة أن يكون رسالة عظيمة وبذرة لمشروع يحمل هدفًا كبيرًا ويخدم الكثير من الناس.

وقد عملت في مشروعها على استخدام الذكاء الاصطناعي لتجمع بين شغفها ورسالتها، وبذلك يكون مشروعها انطلاقة لعالم جديد، تقول: "في المقابل كان عندي رسالة واهتمام أن يكون مشروعي رسالة حب للعالم، ومنهم الناس الجميلة ذوو الاحتياجات الخاصة جميعهم".

وبعد تفكير عميق قررت ناديا أن تكون أول رسالة تقوم بالعمل عليها مقدمة لفئة ذوي الإعاقة السمعية، لافتة إلى أن من أسباب اختيارها تلك الفئة تحديدًا معرفتها بشخص يعاني إعاقة سمعية، وشعورها بمدى التعب والألم والعزلة التي يعانيها، وإلى جانب ذلك قلة الاختراعات المقدمة المساعدة لهم.

اتجه تفكيرها نحو عمل نظارات ذكية تكون أداة ووسيلة تساعدهم على مواجهة صعوبات الاتصال والتواصل بفاعلية مع من حولهم، وتساعدهم على فهم الآخرين بترجمة أصوات من يتحدث معهم إلى لغة مكتوبة.

و"نظارات أذن السلام" (Peace Ear Glasses) نظارة مرفقة بملحق جهاز صغير بحجم الجيب، تترجم أصوات الأشخاص وحديثهم من طريق مكبر صوت إلى لغة مكتوبة تعرض وتنعكس على عدسات النظارة لتُقرأ وتُفهم.

واستغرق إعداد مشروعها أربعة أشهر ليكن منتجًا حقيقيًّا للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، وتوضح أنه يتطلب جهة راعية له بالكامل، بحيث تتمكن من إحداث تطويرات عليه، وإضافة بعض المميزات ليصبح منتجًا حقيقيًّا وملموسًا، وتطمح أن يكون المشروع بذرة وانطلاقة لكثير من الابتكارات والاختراعات التي تخدم الملايين في العالم.