اختتمت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في قطاع غزة، فعاليات التدريب المشترك تحت عنوان "الركن الشديد 2" بمناورات عسكرية ضخمة، أرسلت عبرها "رسائل من نار" في كل الاتجاهات، أبرزها أن المقاومة لا تخشى تهديدات الاحتلال الإسرائيلي، وأنه سيدفع ثمن أي حماقة ضد شعبنا الفلسطيني.
وكانت الغرفة المشتركة قد أعلنت الأحد الماضي انطلاق فعاليات التدريب المشترك الذي استمر عدة أيام في مواقع وميادين التدريب بمشاركة فصائل المقاومة كافة، وشمل العديد من الأنشطة التدريبية والفعاليات العسكرية لتبادل الخبرات بين جميع الفصائل، لتحقيق التجانس وتوحيد المفاهيم.
وفي اختتام المناورات، قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس: إن مناورات "الركن الشديد 2" في نهاية عام 2021 تأتي تأكيدًا لوحدة فصائل المقاومة واصطفافها خلف خيار الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال.
وفي أول ظهور عسكري له، أكد القيادي في كتائب القسام أيمن نوفل، خلال مناورة عسكرية في موقع شهداء القسام جنوبي القطاع، أن فصائل المقاومة ترسل رسائلها للعدو والصديق أنها وضعت قضية الأسرى على سلم أولويات الغرفة المشتركة وفصائل المقاومة.
وشدد نوفل في تصريح وثقته عدسة "فلسطين أون لاين"، موقع صحيفة "فلسطين" الإلكتروني، على أن الإجراءات الهندسية والجدران التي يبنيها جيش الاحتلال حول القطاع لن تحميه ولن تحمي جنوده من الأسر "وهذا ما أثبتته المعارك السابقة، وسيكون بإذن الله للمقاومة كلمتها".
وقال: "المقاومة لها كلمتها بشأن الأسرى والمسرى، وإن اختيار هذا الموقع تحديدا على أرض موقع شهداء القسام في رفح، كونه الموقع الذي تدرب فيه المقاومون، ونفذوا منه عملية الإغارة خلف خطوط العدو وأسروا الجندي جلعاد شاليط"، مضيفا "سنعيد الكرة بإذن الله، ولن يقر لنا قرار حتى نحرر أسرانا ومسرانا".
وتابع أن القوة العسكرية والمراكمة التي بنيت في قطاع غزة ليست له وحده، وإنما للدفاع عن شعبنا في كل أماكن تواجده، وخاصة في القدس المحتلة، ولتحرير الأسرى.
تنسيق عالٍ
ولفتت حركة حماس إلى أن مناورات "الركن الشديد 2" عكست حجم الشراكة والتنسيق العالي بين أذرع المقاومة العسكرية وفق القرار الوطني المشترك.
وقال المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع في تصريح صحفي أمس: إن المناورات تؤكد قدرة الأذرع العسكرية وجاهزيتها لمواجهة أي عدوان محتمل على شعبنا، وحمايته في القدس والضفة الغربية المحتلتين وداخل السجون.
وقالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي: إن المقاومة موحدة في القطاع وجاهزة للتصدي لأي عدوان إسرائيلي.
وبحسب ما نشر الموقع الرسمي للسرايا، أكد أحد أعضاء المجلس العسكري، في اختتام المناورات، أمس، أن تحرير الأسرى والمسرى على رأس أولويات المقاومة، وأن المناورات العسكرية رسالة للعالم العربي والإسلامي أن غزة عصية على الانكسار.
وشدد على أن المقاومة جزء أصيل من الشعب الفلسطيني، ولن تتخلى عنه حتى تحرير كامل ترابه، مردفا "الحساب مع العدو لا يزال مفتوحا طالما أن هناك أسرى ومسرى يجب تحريرهم، وإن المقاومة هي الوحيدة القادرة على انتزاع حقوق شعبنا المسلوبة، وليس طريق التسوية والمفاوضات".
مناورة حية
وفي المناورة العسكرية الختامية التي تابع مجرياتها في الميدان مراسل "فلسطين"، علت أصوات تفجيرات القذائف والعبوات الناسفة وأزيز الرصاص الحي، وتمكن عناصر المقاومة من أسر عدد من جنود الاحتلال، في محاكاة لمعركة هجومية على مواقع جيشه المحصنة.
وبدأت المناورة بتسلل مجموعات من المقاومين إلى عدد من مواقع جيش الاحتلال في آن واحد، تساندهم وحدات المدفعية من الخلف بإطلاقها قذائف الهاون على مديات قريبة. وفي الوقت ذاته تحركت عربات دفع رباعي تحمل رشاشات ثقيلة، أطلق منها المقاومون رشقات نارية نحو طائرات الاحتلال، في خطوة تحاكي صد وحدات الدفاع الجوي لفصائل "الغرفة المشتركة" المقاتلات الإسرائيلية.
وبالتزامن، أصاب القناصة المُتخفّون على أطراف ميدان المناورة، أهدافهم بدقة، وعلت مجددا أصوات تفجيرات القنابل والعبوات الناسفة والقذائف الموجهة أثناء هجوم المقاومين على مواقع جيش الاحتلال العسكرية ودباباته.
كما شهدت سماء الميدان الذي تحول إلى ساحة معركة، تحليق طائرات مُسيرة صُنعت بأيدي المقاومة في غزة، وظلّت تصول وتجول فوق أرجاء مواقع الاحتلال، لتكمل مهمتها الاستطلاعية.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2020، كانت "الغرفة المشتركة" قد أطلقت مناورات عسكرية مشتركة، لأول مرة، تحت اسم "الركن الشديد".