قائمة الموقع

"أطفال المخيم وعَفَوية الفرح" من أفضل صور العالم

2017-06-29T09:59:56+03:00

جميعنا نتفهَّم مشاغبات الأطفال؛ لكن ما لا يمكن فهمه أن يصل طفل بـتلقائيته إلى حد العبقرية في ابتكار وسائل للفرح من لا شيء؛ كي يوزع ضحكاته القادمة من أعماق القلب على جُنبات مخيمٍ بائس؛ تماماً كهذين الطفلين المشاغبين في مخيم جباليا؛ اللذين لم يتوقعا أن تحظى صورتهما بترشيح من قبل مؤسسة "ناشيونال جيوغرافيك (أبو ظبي) كواحدة من بين أفضل عشرين صورةٍ حول العالم؛ إنها صورةٌ لائقةٌ تماماً بمسابقة مُلهِمة تحمل عنوان "لحظات فرح".

ذات يوم شتوي حمل المصور محمود أبو سلامة "كاميرته" وأخذ كعادته يجول بين أزقة مخيم جباليا للاجئين؛ حيث الأطفال يستمتعون بعطلتهم بخروجهم إلى الشوارع لأجل قليلٍ من اللهو والمرح؛ وقعت عين المصور الشاب على طفلين يتسلقان بطريقة مدهشة حبل غسل قديم معلق في حائطٍ مهترئ؛ وكان الاثنان يقهقهان ببراءة؛ فالحبل بالنسبة لهما "لعبة ملاهي".

الجانب الجميل في الأمر أن محمود صديقٌ لأطفال المخيم؛ ولهذا السبب بمجرد مروره يتنادون: "يلا صورنا يا عمو"؛ حينها طلب من الطفلين أن يبقيا على هذا الوضع "المقلوب" أثناء تعبيرهما الخلّاق عن الفرح؛ وزاد عليه أن يمسك كل منهما يد الآخر؛ لتخرج من "قمرتِه" صورة تنضح عفويةً وتماسكاً.

منذ اللحظة الأولى لالتقاط الصورة أدرك صاحبها بأنها في مستوى يستحق المشاركة بمسابقةٍ عالمية؛ فهي تحمل كل عوامل القوة بما يؤهله لهذا؛ على صعيد ما تحمله من دهشة وما توثقه من لحظات مميزة في حياة الطفل الفلسطيني الذي لا يجد مفراً من صناعة الفرح بنفسه؛ فأصغر الأشياء يمكن أن يستخدمها كي يسترق السعادة.

محمود الذي بدا متحمساً لنتائج المسابقة التي من المقرر الإعلان عنها في الأيام القادمة؛ يقول لـــ"فلسطين": "حازت الصورة على انتشارٍ واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ وبحمد الله كانت نتيجة المشاركة أني تأهلت للمرحلة النهائية في الفئات الأربعة من المسابقة".

هو في الأساس ابن "مخيم جباليا"؛ أي أنه عاش هذه الطفولة التي لا تعرف عن الترف شيئاً؛ ولطالما استمتع باللعب بين الأزقة؛ وكما يقول فإن "المخيم مستودعٌ عظيم للذكريات التي يستحيل محوها؛ ففي كل صورة التقطها أرى نفسي وطفولتي بصحبة هؤلاء الصغار؛ علّني أنجح في توثيق التفاصيل الجمالية والإنسانية".

وترتسم الابتسامة على وجهه وهو يضيف: "لكل مصورٍ طريقته الخاصة؛ فغزة هي منبع المبدعين الذي وثقوا بعدساتهم عيشَ الحياة بما لها وما عليها في هذه البقعة المُحاصرة".

ترعى هذه المسابقة شركة المراعي؛ وتستقبل الصور من الهواة والمحترفين على حد سواء؛ ثم يتم اختيار الأفضل من قِبل لجنة تحكيم دولية وفق معاييرٍ تحدد إذا ما كان المصور المحترف حقاً سابقَ الضوء والدهشة لأجل بضع لحظاتٍ ساحرة؛ أما الجائزة فهي رحلةٌ إلى كوبا ومبلغٌ مالي مُحترم.

يغمر الفخر روح الشاب المصور؛ خاتماً الحديث: "ترشحُ صورتي في مسابقة عالمية كهذه من بين أفضل عشرين صورة حول العالم شرفٌ كبير لي؛ حتي وإن لم يحالفني الفوز الذي آمل الظفر به".

اخبار ذات صلة