صعّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة ممارساتها العنصرية ضد حراس المسجد الأقصى، خلال الآونة الأخيرة، ضمن محاولاتها فرض الهيمنة الكاملة عليه، وتهيئته للاقتحامات اليومية للمستوطنين المتطرفين.
وكثّفت شرطة الاحتلال خلال الأيام الأخيرة من حملات الاعتقال والإبعاد بحق حراس المسجد الأقصى، في حين تمنع حكومة الاحتلال عشرة حراس ممن عينتهم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالقدس من ممارسة عملهم، وترفض تعيين آخرين.
واعتقلت شرطة الاحتلال أمس ثلاثة من حراس الأقصى خلال عملهم داخله، وهم: لؤي أبو السعد، وخليل الترهوني، وموظف مديرية الأوقاف رائد زغير، وفق ما ذكرت مصادر مقدسية.
ويؤكد الحارس بالمسجد الأقصى سائد السلايمة، أن انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه مستمرة ضد حراس الأقصى منذ سنوات طويلة، وقد ازدادت حدّتها خلال الأيام القليلة الماضية.
وبيّن السلايمة الذي يعمل في حراسة الأقصى منذ ثماني سنوات، خلال حديث لصحيفة "فلسطين"، أن الممارسات العنصرية تتمثل بالاعتقال والحبس المنزلي والإبعاد، عادًّا إياها ضمن مساعي الاحتلال في الضغط على الحراس لتخفيف أعدادهم.
وشدد على أن "الاحتلال يعمل على تقليص أعداد الحراس من أجل تفريغ الأقصى وتهيئة الأجواء للمستوطنين باقتحام باحاته وأداء الطقوس التلمودية دون أي مواجهة"، مشيراً إلى أن الممارسات الإسرائيلية تطال عائلات الحراس أيضاً وأبناءهم.
وقال: "اعتدنا مسلسل الاعتداءات العنصرية بحقنا من المستوطنين الذين ترافقهم شرطة الاحتلال"، مستدركاً: "لكن رغم هذه الممارسات، سنبقى حراساً للمسجد الأقصى وندافع عنه، فخدمته شرف كبير لنا".
وطالب السلايمة الدول العربية والإسلامية بضرورة التدخل والضغط على الاحتلال لوقف جرائمه ضد المسجد الأقصى، فهو ليس ملكًا للشعب الفلسطيني فقط، إنما للأمتين العربية والإسلامية.
اضطهاد مستمر
ويؤكد مدير مركز القدس الدولي د. حسن خاطر، أن حراس الأقصى وموظفي الأوقاف يتعرضون لاضطهاد مستمر، وهو ما يعكس رغبة الاحتلال في الهيمنة والسيطرة الكاملة على الأقصى.
وأشار خاطر خلال حديثه مع "فلسطين"، إلى أن الاحتلال لا يسمح لعشرة موظفين من حراس الأقصى جرى تعيينهم من ممارسة عملهم، إلا بعد حصولهم على إذن منه، لافتاً إلى أن جميع الحراس يتعرضون لسياسات الاعتقالات والإبعاد وغيرها.
وقال: "الاحتلال يعمل على إضعاف دور وزارة الأوقاف، ويبدو أن هناك ترتيبات جديدة ينوي اتخاذها في المرحلة القادمة، عنوانها الرئيس الهيمنة الكاملة على الأقصى".
وأوضح أن الاحتلال أراد أن يرسل رسالة بأن توظيف حراس جدد لا يتم عبر الأوقاف، إنما هي عبارة عن إجراءات مع "وقف التنفيذ"، إذا لم يُضفِ عليها طابع الشرعية كما يدّعي.
كما تحمل هذه الممارسات وفق خاطر، رسائل للفلسطينيين والأردنيين والمسلمين عموماً، بأن الأقصى على موعد مع ترتيبات جديدة وتغييرات قادمة، عادًا ذلك "تهيئة لأجواء التغييرات الخطيرة التي تمس بالأقصى".
ونبّه إلى أن الاحتلال قد يُقدم على خطوة إعلان أن مرجعية الأقصى لما تُسمى "وزارة الأديان الإسرائيلية"، كما كان يلوح منذ سنوات طويلة.
ورأى خاطر أن الأجواء الحالية لمصلحة الاحتلال في ظل ارتفاع وتيرة التطبيع العربي معه، واستمرار الانقسام الفلسطيني، وضعف أوقاف القدس.
ووفق قوله، فإن مجريات الأحداث في الأقصى ذاهبة باتجاه تحويله لأكثر من مجرد مكان ديني للعبادة، إذ إن الاحتلال يريد مع دول التطبيع جعله مقراً للاتفاقيات الإبراهيمية.
وتستهدف قوات الاحتلال المقدسيين من خلال الاعتقالات والغرامات والإبعاد عن المسجد الأقصى، لأجل تركه لقمة سائغة أمام الأطماع الاستيطانية.
ويتعرض المسجد الأقصى يوميًا لسلسلة اقتحامات وانتهاكات من المستوطنين، في محاولة لبسط السيطرة الإسرائيلية الكاملة عليه، وفرض مخطط تقسيمه زمانيًا ومكانيًا.