فلسطين أون لاين

تقرير "ماما غالية".. كتب تجذب الطفل بعيدًا عن الهواتف الذكية

...
غزة/ مريم الشوبكي:

أرادت غالية صالح أن تشغل أطفالها بكتب مفيدة بعيدًا عن الهواتف الذكية ومضارها، فصنعت الكتب القماشية بأشكال، وألوان، ورسومات، ابتكرتها بملامس مختلفة للتناسب مع أعمارهم، مع إمكانية سماع القصة عن طريق "الباركود" المطبوع على الكتاب.

شرارة فكرة كتب "ماما غالية" أوقدتها ابنتها سارة منذ عامين خلال مدة الحجر الصحي في ظل جائحة كورونا، حينما طلبت منها أن تصنع لها كتابا كالذي رأته في إحدى منصات التواصل الاجتماعي، وبعد الحاح منها بدأت والدتها بصناعة الكتاب الذي لاقى تفاعلا كبيرا من أطفالها.

صالح، صيدلانية من طولكرم، تركت مجال تخصصها لكي تتفرغ لصناعة الكتب القماشية لأطفالها، والأمهات اللاتي يريدن تعليم أطفالهن المهارات الحياتية عن طريق اللعب.

تقول لـ"فلسطين": "في البداية لم أعرف أن لدي موهبة فنية، وبعد صناعتي للكتاب الأول اكتشفت أن لدي ميولًا فنية يمكنني استغلالها في أشياء مفيدة، وصناعة كتب أخرى".

وتابعت: "طفلي عبد الله هو من شجعني على صناعة المزيد من الكتب حتى يستفيد الأطفال الآخرون مثلهم، وبالفعل بدأت بتوزيعها على المقربين مني، ومن ثم أصبحت أبيعها عن طريق صفحاتي على منصات التواصل الاجتماعي".

وتبين صالح أنها تستخدم قماش الجوخ ومواد أخرى خاصة بالأشغال اليدوية، في صناعة الكتب حيث تقوم باستيرادهم من خارج فلسطين لعدم توفرهم بجودة عالية في السوق المحلي.

وتوضح أن كتبها تستهدف الفئات العمرية ما بين سن ستة أشهر حتى 10 سنوات، وتراعي فيها الفروق الفردية للأطفال، كما تصنع كتب خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة كمرضى التوحد، ومتلازمة داون.

وعما يميز كتب "ماما غالية" عن الكتب الجاهزة المتوفرة في الأسواق، تجيب: "الكتب المتوفرة جلها ذات ملمس واحد، أما كتبي فيها ملامس مختلفة خشنة وناعمة، فكلما زادت حواس الطفل في استقبال المعلومة كلما ترسخت في ذاكرته طويلة المدى، وهي أيضا ذات ألوان البراقة والمطفية والتي تعمل على تقوية الجهاز البصري".

كما تصمم صالح قصص تفاعلية قماشية، بها عناصر متحركة، ومع إضافة قطع من الصلصال الحراري، لكي ينسجم مع القصة أكثر، وكما تمنحه فرصة الاستماع إلى القصة ليتخيل أحداثها في عقله ويرويها لوالدته وأخوته فيما بعد، وفي سن المدرسة يمكنه قراءة بطاقات مكتوبة اللغة العربية.

وتشير إلى أنها تتعاون مع قاصة لتروي القصة بطريقة جذابة لطفل، لكي توصل المعلومة بالشكل الصحيح للطفل.

وتلفت صالح إلى أن الكتب فيها تآزر بصري، وسمعي، وحركي، وحسي، وتعمل على تعزيز الحصيلة اللغوية للأطفال.

وتذكر أن الأمهات هن الشريحة الأساسية التي تقبل على شراء كتبها، ومؤخرا باتت تأتيها طلبات من المغتربات في خارج فلسطين سيما في الدول الأجنبية، لتعزيز الحصيلة اللغوية العربية.

وتصنع صالح الكتاب حسب الظروف الخاصة بكل طفل، وذلك بعد الحصول على إجابات من الأم عن الصفات الإيجابية والسلبية لطفلها، وعمره، والشخصيات الكرتونية المحببة إليه والتي تجعلها غلافًا للكتاب ليكون مفتاح القبول له.

وتقول صاحب فكرة ماما غالية إنها تتعمد كتابة اسم الطفل على الغلاف الأخير، لتخلق رابطًا قويًا بينه وبين كتابه.

وتضيف: "صناعة الكتاب تأخذ وقتا كبيرا ما بين ثلاثة أيام حتى شهر، ما بين القص، والحياكة، وتصميم الشخصيات الخاصة بالطفل ذاته".

وتطلع صالح إلى افتتاح مشغلها الخاص، وتوفير ماكينات قص، تساعدها على تصنيع منتجات أكثر، وابتكار كتب أخرى بإمكانيات متقدمة.

وتختم حديثها: "رسالة لكل امرأة فلسطينية وعربية، أنت تمتلكين إرادة قوية تستطيعين أن تحققي ما تريدين، فقط تحلي بالصبر، ولا تلتفي لكل الآراء، والانتقادات السلبية، بل آمني بشغفك وستصلين إلى مبتغاك".