1- لقد كانت نهضة المقاومة الجهادية نقطة تحول في تاريخ الصراع مع الاحتلال الصهيوني، لما تجلت بها المعاني العظيمة للتصدي للإجرام والعدوان ضد الأرض والإنسان والهوية، فكانت مناورة الركن الشديد 2 بطبيعتها ورسائلها مصدر قوة ورسالة جاهزية لحماية شعبنا، وأن العالم سيكون شاهد عيان على نجاح هذه المناورات التي تضم فصائل المقاومة لتكون هذه الملحمة الوطنية نهضة في مسيرة الإعداد والجهاد ضد الاحتلال.
2- ما ينبغي للاحتلال إدراكه أن غزة وفصائلها وقواها الوطنية والإسلامية ستقف بوجه الظلم والاضطهاد والإرهاب الصهيوني الذي يستمر بإجرامه ضد أسرانا وأسيراتنا، ويعطل الإعمار ويمنع رفع الحصار الظالم عن غزة في انتهاكات جائرة ومستبدة، سيخوض شعبنا معركته بفئة قليلة مؤمنة بنصر الله مستعدة للتضحية لتصنع تضحيتها الفريدة نصرًا عظيمًا.
3-تحمل المناورات رسائل للداخل تعزز من خلالها ثقة المواطن بقوة وإعداد المقاومة وتأكيد صواب نهج المقاومة، ودعوة للجميع للالتفاف حول هذا الخيار الوطني الجامع ونبذ سياسة التنسيق الأمني والتعاون مع الاحتلال، وترك المفاوضات العبثية التي أرجعت القضية الفلسطينية للوراء، وتحمل المناورات رسالة وحدة ودعوة إلى لم الشمل وطي صفحة الانقسام، وهو ما على الفريق الآخر أن يستقبل هذه الرسالة الطاهرة بأن يمضى في سفينة المقاومة، وأن يتحلل من خبائث أوسلو والتنسيق الأمني، وأن يسير في طريق المقاومة والوحدة نحو التحرير.
رسالة أخرى تحملها مناورة الركن الشديد 2 إلى الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال؛ أن خلفكم مقاومة تضع قضيتكم على رأس أولوياتها، وتعمل ليل نهار من أجل تحريركم، وأن حريتكم عهد الشرفاء الأطهار بأن تعودوا للديار أحرارًا.
4-أما الرسائل التي ترسلها المناورات للخارج، فهي أنه أصبح لدى المقاومة خبرة واسعة، وتمتلك ترسانة واسعة ودقيقة من السلاح والخبرات، ولن يمر أي تصعيد من الاحتلال دون ثمن، وأن المقاومة رغم العدوان الأخير فإنها عززت قدراتها أضعاف ما قبل معركة سيف القدس، وهذا لا يعني أن الحرب على الأبواب، ولكن إذا فرضت الحرب فإن الاحتلال سوف يلاقي الويلات، وأن قوى المقاومة تأخذ بالاعتبار كل السيناريوهات المحتملة تكتيكيًّا وميدانيًّا، ولن تزيد تهديدات الاحتلال بالاغتيال إلا مزيدًا من القوة والتصميم على تحقيق أهدافنا المنشودة.
5-لا يبدو أن الاحتلال يملك خيار اللجوء إلى القوّة العسكريّة لإرغام غزة على الامتثال له، ورغم ذلك فمناورة الركن الشديد 2 نقلت لدوائر صنع القرار لدى الاحتلال رسالة واضحة لا تحتمل التأويل؛ أن أي مغامرة ضد غزة سيكون ثمنها كبيرًا، وفاتورة باهظة على الجبهة الداخلية للاحتلال، وأن المطلوب هو عدم الضغط على غزة ولا اختبارها من جديد، فما زالت آثار الهزيمة في معركة سيف القدس واضحة لم يستطع الاحتلال محو انعكاساتها.
6-إن آخر سيناريو أمام الاحتلال للخروج من المأزق هو تنفيذ شروط المقاومة، وعدم الانجرار إلى رهانات خاسرة، إن عدم الاتفاق ثمنه كبير خلال وقت قصير نسبيًّا، إذا لم يستجب الاحتلال لن يبقى خيار سوى اللجوء إلى التصعيد والمزيد من الخسائر، يدرك قادة الاحتلال ذلك تمام الإدراك، لكن كلّ ما يفعلونه يجعل التدخّل العسكري مُحتملاً، ولذلك لا بدّ أن يرى شعبنا بصيص أمل في آخر النفق المظلم، ولذلك لا يُعتبر طلب الصبر وتحمّل المزيد من الصعوبات والحصار بالخطة الجيدة، بل لا بد من إنهاء الحصار الظالم على غزة.