تتجه أزمة الخليج مع دولة قطر فيما يبدو نحو التصعيد. لقد رفضت قطر ورقة المطالب الخليجية، ورأت فيها مطالب تمس بالسيادة القطرية. الوساطة الكويتية لتقريب وجهات النظر لم تتوقف، ما زالت الكويت يحدوها الأمل في حل الأزمة داخل البيت الخليجي.
بعض الجهات التي لا تحمل ودًا لدول الخليج تروج للحلول العسكرية. هناك من تحدث عن احتمالية تدخل روسي وإيراني، وتركي، إذا ما اتجهت الأزمة نحو الحل العسكري، تركيا رفضت مطلب إغلاق القاعدة العسكرية، واعتبرت أن وجودها في قطر هو ضمن الأعمال السيادية للدولتين، ولكنها أضافت أنها ليست موجهة ضد المملكة أو أي من دول الخليج وأن علاقة تركيا بالمملكة جيدة، ودعت الأطراف إلى مزيد من الحوار والبحث عن حلول سياسية للأزمة.
ليس من مصلحة الخليج تدويل الأزمة، وكلما تم حصرها في البيت الخليجي كلما كان ذلك أفضل لجميع الأطراف، وكلما تم حصرها في الجوانب السياسية كلما كان ذلك أفضل أيضًا. لذا يجدر بالوساطة الكويتية أن تستمر وألا تيأس من البحث عن حلول توافقية، لأن في الحلول التوافقية مصالح لجميع الأطراف، ويجدر بالأطراف أن تبتعد عن فكرة الحلول العسكرية، وعن فكرة تدويل الأزمة، ويجدر بهم استبقاؤها داخل البيت الخليجي، الذي يجتمع على رحم ونسب، ومصالح مشتركة، ونرجو أن تعود المياه إلى مجاريها، وأن تسود لغة الحوار والحكمة بين الأطراف.
إن العمل لفلسطين (قضية العرب والمسلمين المركزية) يقتضي أن تسود علاقات التعاون بين جميع الدول العربية والإسلامية وعلى رأسها دول الخليج التي يجمعها مجلس التعاون الخليجي. إن أي تمزق في النسيج العربي أو الخليجي ينعكس سلبًا على القضية الفلسطينية، وإن عافية فلسطين هي من عافية الأمة العربية.