عندما كنت أكتب وأتحدث عن الظلم الكبير الذي تعرضت له الرياضة في غزة منذ تولي الفريق جبريل الرجوب مقاليد الحُكم الرياضي في فلسطين، وسياسة التفريق العنصري التي انتهجها للنيل من غزة، كان البعض يذهب إلى الرد على كتاباتي بالسب والشتم، كأقصر وأرخص وسيلة للنيل من قلمي ولساني.
وفي تأكيد على ذلك، فإن أحداً لم يجرؤ على تكذيب ما كتبته وقلته على مدار سنوات طويلة، كما وكنت ولا زلت أتمنى أن أسمع أو أقرأ رأياً مضاداً لرأيي من حيث تشريح النقد والنفي بإثباتات واضحة وصريحة للعيان وواضحة بالعين المُجردة، ولكن لأنني أكتب الحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة في وجه سلطان جائر، فإن لهذا السلطان شعراء يتطوعون للدفاع عنه وهم يعلمون أنه على باطل.
ولكن كنت أتمنى في نفس الوقت أن لا يلجأ شعراء السلطان إلى تزوير الحقائق وتضخيم الصغائر، واستخدام "الكذب" كوسيلة لإرضائه، متناسين المصلحة العامة، لأن مصالحهم الشخصية تقتضي أن "يُداهنوا" المسؤول للتقرب أكثر منه والعمل على الحصول على ترقيات بكل أنواعها.
التصريحات والمقالات والأخبار التي تناولتها وسائل الإعلام الرياضية الفلسطينية منذ العام 2008 وحتى الآن، تصريحات وأخبار مُكررة تنم على أنه لم يتحقق شيء من التصريحات والوعود التي أطلقها المسؤول الأول عن الرياضة، لا سيما فيما يتعلق بتطوير اللعبة وعناصرها وبطولاتها ومنتخباتها وغير ذلك.
إلى جانب العمد إلى صناعة إنجازات وهمية غير موجودة على أرض الواقع، كمن يدعي ان الرجوب أوصلنا إلى العالمية، فعن أي عالمية تتحدثون، وعن أي وصول تتحدثون، نحن لم نُغادر حدود الوطن في التطور، نحن لم نُحقق أي شيء على المستوى العربي سواء على صعيد منتخبات أو أندية، نحن لم نُحقق شيء على الصعيد الآسيوي سواء صعيد منتخبات أو أندية باستثناء لقب بطولة كأس التحدي التي استحدثها الاتحاد الآسيوي قبل أن يثم بإلغائها، وكان فوزنا بلقب النسخة الأخيرة منها سبباً في تأهلنا لنهائيات كأس آسيا 2015 بأستراليا.
الأولمبية الفلسطينية لم تُحقق إنجازاً واحداً وهناك من يدعي أنها وصلت للعالمية .. عن أي عالمية تتحدث أيها الزميل ؟
هناك من يعتبر توجيه النقد البناء سواء كان حاداً أو ناعماً، بمثابة حقد من الناقد على المسؤول الذي يتم توجيه النقد له على سوء إدارته لملف الرياضة، وهي أقصر الطرق للنيل من النقد ومحاولة لإيقافه أو الحد من تأثيره، لا سيما وأن هناك من لا يعرف التفاصيل بقدر معرفته بأن المسؤول معصوم من الخطأ، وممنوع الاقتراب منه بنقد على كما يقترفه بحق الرياضة الفلسطينية من أخطاء قاتلة.
هذه الشريحة من المجتمع سواء أكانت من الشريحة الرياضي او الشريحة الحزبية، هي شريحة فاسدة لأنها تُناصر المُسيء، وفاسدة لأن ثقافة الإقصاء تُسيطر عليها، حيث لا يريدون شريكاً في عملية بناء الوطن ورياضته، ولا يرون أحداً أفضل من قائدهم في قيادة الحركة الرياضية.
وهناك من يعتبر الحديث بصراحة على سياسة التفرقة العنصرية بين رياضيي الوطن التي مارسها ولا زال الفريق جبريل الرجوب، وعن سياسة التفرد التي ينتهجها في قيادته للرياضة الفلسطينية، بأنه حديث عنصري وفئوي، وهنا يكمن السر في الهروب إلى الأمام.
توفي شيخ الرياضيين سالم الشرفا لاعب منتخب فلسطين في الدورة العربية عام 1953 ورئيس أول اتحاد تنس طاولة فلسطيني ولم يقم رأس الهرم الرياضي بنعيه أو التعزية ولو بكلمة على صفحة اللجنة الأولمبية أو اتحاد كرة القدم .. ونفس الشيء توفي شقيق اللواء أحمد العفيفي الرئيس السابق لاتحاد كرة القدم ولم يُعزِ بوفاته مثلما تناثرت التعازي والتهاني على صفحة الاتحاد لمن ليس له تاريخ رياضي قبل صاحب التاريخ.. هو فقط الحقد التاريخي وعُقدة النقص التي يُعاني منها كونه لم يكن رياضياً وكون من سبقه هم من مهدوا له الطريق للوصول إلى ما وصل إليه .. هذه ليس أمور شخصية .. إنها حقيقة تفكير وسلوك على الرجل..