فلسطين أون لاين

"هاي بلدي".. مبادرة شبابية تُذكر العالم بمأساة اللاجئين الفلسطينيين

...
طولكرم-غزة/ هدى الدلو:

حالة الشرذمة التي تعانيها الهوية الوطنية الفلسطينية، والتجزئة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي، وعدم وجود رؤية وطنية لدى المؤسسات الرسمية حول تعزيز التواصل والتشبيك بين الشباب في التجمعات الفلسطينية المختلفة، وغياب العمل الجماعي المشترك بين الشباب الفلسطيني، دفع مجموعة شبابية لعمل مبادرة "هاي بلدي.. أنا من هناك ولي ذكريات".

إنقاذ الهوية الوطنية

عضو اللجنة الوطنية لملتقى الشراكة الشبابي، ومدير حملة "أنا من هناك ولي ذكريات" علاء سروجي، يشير لـ"فلسطين" إلى أن القائمين على الحملة جمعتهم فلسطين ورغبتهم بالمحافظة على بلدهم ووحدة حال ومصير الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده، ليعملوا معًا كمجموعة شباب لإنقاذ الهوية الوطنية من حالة التجزئة التي يفرضها الاحتلال.

ومن الأهداف التي يسعون لتحقيقها من المبادرة -وفق سروجي- تعزيز وتيرة التواصل بين الشباب الفلسطيني في كل أماكن وجودهم في الضفة، وغزة، وأراضي الـ٤٨، والشتات، والتعريف بجمال فلسطين، وتذكير العالم بالمدن الفلسطينية وقراها التي احتلتها (إسرائيل) عام ٤٨م لتبقى في ذاكرة الأجيال المقبلة. 

وتتمثل النشاطات التي تنفذها المبادرة، في أنشطة متعلقة بتعزيز الهوية الوطنية، وأخرى تعزز مفهوم الوحدة بين كل التجمعات الفلسطينية، وثالثة تُذكر بنكبة شعبنا عام ٤٨م ومخلفات الاحتلال في تقسيم وتجزئة الشعب الفلسطيني، إلى جانب أنشطة تعزز الوعي الوطني للأجيال بحق العودة. 

والحملة التي تحمل عنوان "أنا من هنا ولي ذكريات" مستمرة منذ أربع سنوات، وفي كل عام يطلق القائمون عليها هاشتاغًا معينًا حمل هذا العام اسم "هاي بلدي" بهدف التعريف بالقرى والمدن الفلسطينية المهجرة ونشر معلومات عنها ولفت الأنظار اليها.

معاناة اللاجئين

وينبه سروجي إلى أن هاشتاغ العام الماضي كان "حملة ٦٨" وفي عام ٢٠١٩ كان "على بلدنا"، "المبادرة بشكل عام تستهدف الشباب الفلسطيني وجميع أبناء شعبنا في كل أماكن وجودهم في الوطن والشتات.

ويتابع حديثه: "بجانب التركيز على القرى المهجرة للتعرف على طبيعتها ومعالمها، ركزنا العام الحالي على المخيمات الفلسطينية ليتحدث لنا سكانها عن قراهم التي هجروا منها وأهم معالمها لتبقى راسخة بأذهان الأجيال الحالية". 

وتحمل المبادرة في طياتها -وفق سروجي- تذكيرًا للعالم بحق الشعب الفلسطيني بالعودة، وتذكير اللاجئين بأنهم مقيمون إقامة مؤقتة داخل المخيمات إلى حين العودة، "وتركز أيضًا في بعض أنشطتها على قضايا ومشكلات اللاجئين، وتحديدًا تنكر وتنصل وكالة الغوث من مسؤوليتها تجاههم".

ففريق الحملة بدأ بثلاثة أشخاص، واليوم يبلغ عدده 25 شابًّا وشابة من كل التجمعات الفلسطينية يعملون بجد واجتهاد حتى تكبر وتنمو وتتسع، "وفي كل عام يطورون الفكرة من خلال وضع خطة عمل من خلال اجتماعات لهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

ويواجه فريق المبادرة مشكلة في الاتصال والتواصل وخاصة مشاركة شباب غزة والشتات، لكون جميع الأنشطة الإلكترونية، في ظل الانقطاع المتكرر للإنترنت والكهرباء.

ويطمح فريق المبادرة لخلق وعي وطني بأهمية الحفاظ على الهوية الوطنية، ويبقى حق العودة مطروحًا في كل الميادين، ولا يظل مقتصرًا على أنشطة هزيلة تُنفذ في أوقات معينة، وإنما بعمل يومي متراكم لخلق حالة وعي عند كل الأجيال إلى حين العودة لديارهم التي هُجروا منها.