شهدت الأشهر الأخيرة عمليات إجرامية وتغولًا من المستوطنين، وجيش الاحتلال ضد المواطنين في الضفة الغربية، أدى إلى ارتقاء العشرات من الشهداء والجرحى، ووصل الحد ببعض قطعان المستوطنين إلى تشكيل مجموعات ليلية لمهاجمة المواطنين والمزارعين منتصف الليل، وحرق المنازل وملاحقتهم، وحرق المزروعات والاعتداء عليهم، كما حدث بالقرب من قرية برقة شمال الضفة الغربية.
هذا نموذج من الهجمات الشرسة التي تحدث، في حين أن التنسيق الأمني في ملاحقة المقاومين والمواطنين على خلفية تصديهم للمستوطنين، يتصاعد بين الأجهزة الأمنية وجيش الاحتلال، وتزايد الملاحقة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي والسلطة في آن واحد كل ليلة في الضفة الغربية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
هذه المعادلة لا تخدم المستوطنين فقط، بل تسهل لهم الحماية كما حدث وسط رام الله قبل أيام.
لكن المقاومة والمواطنين الفلسطينيين لم يستسلموا لهذه الجرائم، ولم يهدؤوا، بل إن لهيب الضفة اشتعل بشكل لم يكن متوقعًا، وتقديرات الاحتلال الإسرائيلي، كانت تشير إلى أنها ستبقى هادئة، بفعل عملية تنسيق الأمن المشتركة، لكن حدث العكس تمامًا، والواقع في الضفة الغربية يتغير سريعا، ولن تتمكن السلطة الفلسطينية ولا الاحتلال من استدراكه، حيث إن لهيب النار يشتد في الضفة الغربية، بشكل غير مسبوق، وتنتفض الحاضنة الشعبية اليوم ضد ما تقوم به السلطة الفلسطينية من إجراءات ضد حركة حماس وملاحقة الأسرى المحررين من سجون الاحتلال وخاصة الرموز منهم، والذين قضوا ما يتجاوز عشرين عاما في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
لذلك مثل هذه الإجراءات عززت الحاضنة الشعبية لهؤلاء الأسرى وللمقاومة بالضفة الغربية، وزادت من حالة الانتقام في الضفة الغربية ضد المستوطنين وجنود الاحتلال، الذين يعيثون فسادا في الضفة الغربية، ويعتدون فيها على المواطنين، إضافة إلى الأحداث المتراكمة خلال الأشهر الأخيرة بعد إلغاء الانتخابات، وما أعقبها من اغتيال السياسي المعارض نزار بنات، والاعتداء على الإعلاميين والصحفيين والنشطاء وسط رام الله، ثم حالات القتل، التي تحدث كل يوم وسط حالة من الفلتان الأمني، يقودها ويشارك فيها أفراد من الأجهزة الأمنية.
في مثل هذه الأجواء التي يمكن أن تزداد خلال الفترة القادمة، من شأنه أن يزيد من حالة التوتر، وأن يقود الشبان والمواطنين نحو مزيد من التصادم مع الاحتلال والسلطة الفلسطينية.
لذلك نحن في مرحلة مهمة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، وهو يدرك خطورة ذلك، ويتحدث جنرالات إسرائيليون وقادة في جيش الاحتلال عن أن ما يحدث في الضفة الغربية لم يكن متوقعا أن يحدث بهذه السرعة في هذا الوقت، وستكون أسابيع ساخنة تقودها حمـاس في الضفة وإدارتها من غزة والخارج، وتستند فيه حمـاس لدعم شعبي واسع تراكمي حصلت عليه خلال السنوات الأخيرة، وخاصة بعد معركة سيف القدس.
لن يحمي التنسيق الأمني المستوطنين وجيش الاحتلال في الضفة من حالة الغليان التي تحدث، وستترجم لعمليات شعبية وعسكرية ضد المستوطنين وجيش الاحتلال كما الحال في جنين ونابلس، والقدس، وسيمتد لباقي الضفة الغربية، ووقوع عملية جديدة هو مسألة وقت لا تتجاوز ساعات أو أيام.