قائمة الموقع

مُحرَّرو "وفاء الأحرار".. حلم "كسر القيد" حققته المقاومة بـ"صفقة مشرِّفة"

2021-12-23T08:51:00+02:00
صورة أرشيفية

"كنا كل يوم نفكر في لحظة الإفراج للخلاص من السجون والقضبان على أحر من الجمر، فكانت صفقة وفاء الأحرار، الحلم الذي راودنا في أحلامنا، إلى أن تحقق على يد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس".. كانت هذه كلمات محررين كسرت الصفقة في 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2011 قيودهم.

ولا يزال صدى الصفقة التي أبرمتها المقاومة قبل عشرة أعوام، بوساطة مصرية، يتردد في أذهان الشعب الفلسطيني والمحررين الذين انتظروا كثيرًا حتى تحقق حلمهم بالحرية والخلاص من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وآمالهم تنعقد على صفقة جديدة تحرر زملاءهم القابعين في السجون.

وتعد "وفاء الأحرار" الصفقة الأولى التي تمت على أرض فلسطينية بعد نجاح مقاومة غزة في أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006 من دبابته العسكرية، فمكث نحو ستة أعوام في قبضتها، حتى أرغمت المحتل على عقد صفقة أنهت معاناة 1027 أسيرًا بكسر قيدهم.

مقابر الأحياء

ويقول المحرر منصور شماسنة، الذي قضى 16 عامًا في سجون الاحتلال من محكوميته بالسجن مدى الحياة و20 عامًا: إن صفقة "وفاء الأحرار" أعادت الأمل في نفوس الأسرى بأن حريتهم قريبة، وأن ظلم وجبروت السجان إلى زوال.

ويضيف شماسنة، الأب لأربعة أبناء، لصحيفة "فلسطين" أن الأسرى ينتظرون في كل دقيقة خبرًا يثلج صدورهم وينهي معاناتهم، بإطلاق سراحهم وتحريرهم من "مقابر الأحياء"، مشيرا إلى أنه بعد تحرره تمكن من الزواج وواصل تعليمه، وحصل على شهادة البكالوريوس والماجستير من جامعة أبو ديس بكلية الدعوة تخصص أصول الدين والفقه والتشريع.

ويكمل بفخر: "بعد عام على زواجي أكرمني الله بتوأمين سميتهما محمد وحامد، نسبة إلى الشهيدين محمد فروانة وحامد الرنتيسي، اللذين استشهدا في أثناء مشاركتهما في عملية الوهم المتبدد في يونيو/ حزيران 2006، إذ كان لهما دور في أسر الجندي شاليط، وتحريرنا من السجن".

يسترجع شماسنة ذكرياته، إذ إنه فور علمه بأنه ضمن قائمة الأسماء المفرج عنهم في الصفقة، علت مظاهر الفرحة وجهه لأيام، لكنه حاول إخفاءها عن رفاقه في الأسر، متمنيا الفرج القريب والعاجل لهم، مضيفا أنه على الرغم من أجواء الفرحة التي سيطرت عليه فإنه كان متخوفا من إخلال الاحتلال بشروطها أو شطب اسمه، فهو معروف بنقض العهود والمواثيق.

فرحة منقوصة

وبقيت فرحة المحرر كفاح العارضة منقوصة، لمواصلة الاحتلال اعتقال آلاف الأسرى من زملائه.

ويقول العارضة (42 عامًا) الذي أفرج عنه في صفقة "وفاء الأحرار"، وأُبعد من بلدة عرابة جنوب غرب جنين بالضفة الغربية المحتلة: لم أتوقع الإفراج عني بعدما فقدنا الأمل بذلك، بسبب محاولات الاحتلال المستمرة لإفشال عقد صفقة تبادل.

ولفت العارضة، وهو أب لثلاثة أبناء، إلى أن إدارة سجن "نفحة" أبلغته قبل ساعات من إبرام الصفقة أنه سيُبعد إلى القطاع، الأمر الذي زاد من حزنه، إلا أنه في الوقت ذاته استشعر الفخر بإنجاز المقاومة صفقةً مرغت أنف الاحتلال في التراب وأفرجت عنهم من غياهب السجون.

وأشار إلى أن الاحتلال حاول جاهدًا التنغيص على محرري الصفقة وذويهم، كمنعهم من السفر والالتقاء بأبنائهم وعدم السماح لهم بمغادرة القطاع.

وبالرغم من مرور عشرة أعوام على حرية العارضة فإن مشاهد عناقه لرفاقه الأسرى ووداعهم عالقة في مخيلته وترفض الغياب، بانتظار يوم الخلاص من المحتل وفكاك أسرهم بصفقة جديدة.

ويؤكد العارضة الذي أمضى 13 عامًا في السجون من حكمه البالغ 25 عامًا، أن السبيل الوحيد لخلاص الأسرى هو أسر جنود الاحتلال ومبادلتهم بأسرى.

ولا يزال العارضة يرفض تناول بعض الحلويات والفواكه كالعنب والجوافة والمانجا والتين الشوكي، والحمضيات، التي لا يتناولها الأسرى، قائلًا: "أحرم نفسي منها ولا أتذوقها، ولن آكلها إلا بتحرير أسرانا".

أسرى المؤبدات

ويقول المحرر جهاد غبن (51 عامًا) بفرحة: كانت "وفاء الأحرار" لأصحاب المؤبدات الحلم الذي خلصهم من قيود السجن والسجان وإجراءاته الظالمة التي مارسها بحقهم لأعوام طوال.

ويضيف غبن الذي أمضى في السجن 23 عامًا ونصف العام، من محكوميته البالغة 30 عامًا أن الصفقة "أحيت فينا الأمل والتفاؤل بالخروج من السجن والالتقاء بعائلاتنا وممارسة دورنا في المجتمع".

ويشير غبن، الأب لأربعة أبناء رزق بهم بعد تحرره، إلى أن الأسرى أصحاب المحكومات العالية كان حلمهم الالتقاء بذويهم، قبل مفارقتهم الحياة "فوفاء الأحرار حققت حلمهم، وجمعتني بأبي وأمي وأسرتي التي اشتقت إليها وإلى لمتها التي حرمت منها 23 عامًا".

ويثمن دور المقاومة التي أوفت بوعدها للأسرى وأسرت الجندي "شاليط" واحتفظت به في ظروف صعبة جدا، وأجبرت الاحتلال على إطلاق سراحهم، مردفا: "لم تتوقف المحاولات عند هذا الحد بل مارست المقاومة دورها وأسرت عددا من الجنود لتتم مبادلتهم بأسرى". وتمنى عقد صفقة جديدة أسوة بـ"وفاء الأحرار" تُنهي معاناة جميع الأسرى وخاصة أصحاب المؤبدات، والأطفال والنساء والمرضى.

اخبار ذات صلة