فلسطين أون لاين

شقيقه لـ"فلسطين": العائلة تتعرض لضغوط ومطلبها محاسبة القتلة

تقرير أمير اللداوي.. أن يفقد الإنسان حياته بتهمة استقباله مُحرَّرًا

...
الشهيد أمير اللداوي (أرشيف)
أريحا-غزة/ يحيى اليعقوبي:

"هل ارتكب أخي ذنبًا عندما ذهب لاستقبال المحرر شاكر عمارة؟ وما الذنب في رفعه علمَ فلسطين أو أي راية أخرى من السيارة لتلاحقه ثلاث مركبات لأجهزة أمن السلطة وتطارده وأصدقاءه، ويضربهم عناصرها بالهراوات؟".

أمير اللداوي (24 عاما) ذهب برفقة أصدقائه وأبناء مخيم عقبة جبر في أريحا بالضفة الغربية المحتلة لاستقبال المحرر عمارة، وانقسم الشباب في مركبتين، يحملون علم فلسطين ورايات فصائلية، قبل أن تلاحقهم أجهزة أمن السلطة.

وجع قلب شقيقه جمال يتحول لكلمات ألم وحزنٍ تنهمر من صوته راويًا تفاصيل ما وصفه بـ"الجريمة" عبر الهاتف: "لاحقتهم القوة الأمنية المكونة من الشرطة وجهازي الأمني الوقائي والأمن الوطني، وأوقفتهم، واعتدت عليهم بالضرب المبرح، ثم أفلت الشبان أنفسهم من هراوات عناصر الأمن وابتعدوا بسيارتهم".

تستمع صحيفة "فلسطين" لبقية التفاصيل: "طاردتهم أجهزة أمن السلطة فورا لمسافة 600 متر تقريبا، حينها وجد الشباب الطريق مغلقًا، فارتطمت سيارتهم بالحائط وانقلبت على إثر ذلك، فلم نفهم ماذا جرى حينها إن كانت مركبات الأجهزة الأمنية دفعت السيارة من الخلف أو غير ذلك، إذ صادرت كاميرات المراقبة كافة من المنطقة لإخفاء معالم الجريمة".

لحظة الحادثة توقف قلب أمير من أثر الصدمة المفاجئة، وقد أصيب بتلف في الدماغ، ينقل شقيقه جمال عن الشباب الناجين من الحادثة: "في البداية منعت الأجهزة الأمنية المواطنين والشباب من إسعافهم، ما فاقم الوضع الصحي لأخي، وربما لو سمحت بنقله للمشفى لكان من الممكن السيطرة على حالته الصحية".

منذ اللحظة الأولى لمكوث أمير بالمشفى دخل في غيبوبة، وتوقف قلبه مرتين، وبعد أكثر من أسبوع من الإعلان عن إصابته بجراح خطرة في الرأس والعمود الفقري والقدمين من جراء المطاردة، أعلن أمس عن استشهاده.

يعلق شقيقه جمال بصوت تخنقه الدموع: "أصبح قتل الإنسان أمرًا بسيطًا، فكيف يقتل أخي لمجرد رفعه علم فلسطين أو أي راية أخرى حسب اتهام أمن السلطة، ويضربونه على رأسه قبل ملاحقته بالسيارة؟".

وبعد الجريمة، أرسلت أجهزة أمن السلطة جاهات مخاتير وعشائر في محاولة لطي صفحتها وعدم إثارتها في وسائل الإعلام، يقول شقيقه عن موقف العائلة: "على الرغم من الضغوط التي نتعرض لها من العشائر والتهديد المبطن من قبلهم بأنه قد تحدث ردة فعل عكسية وتتطور الأمور، أبلغناهم أن مطلبنا يتمثل بتشكيل لجنة محاسبة للمتورطين بقتل أخي، فقضيته قضية شعب كامل يعيش تحت الاحتلال".

وأمير يعمل في محل ملابس، كغيره من الشباب كانت أحلامه بسيطة، ذنبه أنه خرج لاستقبال أسير أفنى حياته خلف قضبان الاحتلال، وأحب المشاركة بأقل الواجب في مراسم الاحتفاء به.

وبهذه الجريمة، تواصل أجهزة أمن السلطة تجاوز "الخطوط الحمراء"، إذ أصبح القتل أسلوبًا تستخدمه بحق المعارضين كما فعلت مع الناشط والمعارض السياسي نزار بنات، عدا عن زج مئات المعتقلين السياسيين في السجون.

وأثار الإعلان عن استشهاد الشاب اللداوي موجة غضب وانتقاد واسعة للسلطة وأجهزة أمنها بسبب منهجها المتواصل تجاه المواطنين، الذي أفضى إلى أن يفقد الإنسان حياته بسبب رفع علم فلسطين أو راية أي فصيل خلال مواكب استقبال الأسرى أو مراسم تشييع الشهداء.