فلسطين أون لاين

حماس في مؤتمر فتح السابع


كان قرار حماس والجهاد الإسلامي المشاركة في مؤتمر فتح السابع قرارًا صائبًا وطبيعيًا في العلاقات الحزبية والفصائلية حين تتعدد الفصائل والأحزاب. المشاركة الحزبية لا تعني أبدًا أن حماس والجهاد قد تنازلت عن مشروعها المقاوم، لصالح مشروع المفاوضات العقيمة التي تتبناها حركة فتح، كما يحاول بعضهم تصوير الأمر وتحميله فوق ما يحتمل.

المشاركة بالحضور عمل حزبي وطني ما فتئت تقوم به الفصائل داخل المعتقلات، وترحيب فتح وغيرها من فصائل المنظمة بحضور حماس والجهاد هو ترحيب في مكانه الصحيح، ومن أراد أن يعمل للوطن فلا ينبغي له العزلة عن الآخرين.

نقطة أخرى؛ إن هذه المشاركة لا تعني أن حماس تقف إلى جانب عباس ضد تيار دحلان، فحماس لا شأن لها في هذه القسمة ولا تحبذها، بل وتراها ضارة بالقضية. المؤتمر السابع دعا له رئيس فتح محمود عباس بغض النظر عن الاعتبارات الأخرى، ودول العالم التي شاركت، أو أرسلت برقيات تهنئة، أرسلتها لمحمود عباس، الذي أعاد المؤتمر السابع انتخابه رئيسًا لحركة فتح بالإجماع كما تقول الصحف.

قال عضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، في كلمته بالمؤتمر، نيابة عن فصائل العمل الوطني: إن منظمة التحرير تتطلع إلى مخرجات المؤتمر السابع من باب استنهاض الفعل الوطني والمنظمة بمختلف مؤسساتها على قاعدة الشراكة الحقة بين مجموع الفصائل. وأكد ضرورة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حل الدولتين، مشدداً على أنه لا دولة دون قطاع غزة، ومؤكداً أهمية أن تكون المقاومة الشعبية والاشتباك السياسي والدبلوماسي أداة وبرنامجاً عملياً محلياً وإقليمياً ودولياً لفضح إجراءات دولة الاحتلال وتعسفها ضد قواعد القانون الدولي والإنساني، بينما أكد خالد مشعل في كلمته على الوحدة الوطنية، والمصالحة، وإنهاء الانقسام، وخيار المقاومة بكل أنواعها، لا سيما بعد فشل مشروع المفاوضات.

نعم، لقيت كلمة خالد مشعل ترحيبًا وتفهمًا من الحضور، ولكن المشكلة عادة عندنا في المستويات القيادية في المواقف والأفعال، فهل يتمكن المؤتمر السابع من اجتراح موقف مقاوم للاحتلال بعد أن فشل مشروع حلّ الدولتين، باعتراف دول الخارج قبل اعتراف أطراف الصراع.

هذا هو المطلوب. ليس المطلوب إلقاء خطب عصماء في الوطنية، وليس المطلوب فقط إعادة بناء هيكلية فتح بحسب ما يريده عباس أو الأعضاء، بل المطلوب هو موقف سياسي وطني جديد يأخذ بالحسبان حالة الفشل الراهنة. نريد من المؤتمر أن يخرج على المجتمع الفلسطيني برؤية تريحه، وتجدد الأمل عنده، لأن البقاء في المكان كالماء الراكد يأسن ويتعفن بعد فترة، نريد تيارًا جاريًا بأوسع مشاركة وطنية ممكنة على برنامج إحياء المقاومة، التي تمثل الآن الإرادة الشعبية الغالبة.